العشر هو الطفولة، والطفولة لعب، والشعر هو الحب، والحب ألم، هل هذا ما يضمره عنوان الكتاب؟ ربما.

لكن الحب هنا، مع هذه التجربة، لغة وجود، العتبة والإطار والتخوم، للعبور نحو ما يختطف النفس الموحشة إلى ندائه الخفي وغبطاته الغربية. إنه مسافات في القصيدة لها ذروات، كل ذروة علامة تؤسس لصدمة، من ثم تحول يجري معه الشعور في ماء الوجود الأول، ليتخلق النص/القصيدة كما لو كان حدثاً قاهراً، كتابة الضرورة، كتابة بروين حبيب، حيث تشتبك أشياء الذات والعالم وتصير غابة، فيتجاور اللطيف والوحشي، والمرئي والمجهول، ويتحول النص إلى أرض للمفاجأة ومسافات من الخطر. فالحب، كما يفصح الشعر هنا، ليس الرومانس، وإنما انفتاح الحواس على ضوء العالم، على الكاسر والجارح فينا، وبالتالي فهو ليس قبضاً على لحظات صغيرة، وإنما مغامرة قاتلة. وما الشعر، كما عبرت، إلا ",دم التجربة",.

قصائد هذا الكتاب تضعنا مباشرة، أمام عمل المخيلة في مواجهة الأصعب في الفن، إمام تدفق العصي والجميل والمؤلم من الصور والمشاعر والأفكار والرغبات، وقد رجعت الشاعرة بها في قوام فني فاتن، وبناء شعري ينهض على صور وتراكيب مبتكرة، ويشف عن خبرة لافتة في العلاقة مع اللغة، والتذاذ بالكلمة وظلالها. وما الجرأة في هذا الديوان، أخيراً، ‘لا جرأة الفن، ووعد مبكر بميلاد شاعرة.