يدور هذا الكتاب حول القرن الثالث من الثورة الصناعية، وهو القرن الذي نعيش الآن في منتصفه فالمساحة الزمنية التي يتناولها الكتاب بالتحليل تمتد من لحظة انتهاء الحرب العالمية الثانية سنة 1945 م، إلى منتصف القرن الحادي والعشرين. ومن البديهي أن يتناول الكتاب بالتقييم النصف الأول الذي انصرم من ذلك القرن إلى الآن (النصف الثاني من القرن العشرين)، بينما ينصب الاستشراق والتوقع على نصفه الثاني الذي تتزامن بدايته مع توقيت وضع الكتاب (النصف الأول من القرن الحادي والعشرين). والكتاب -من جهة أخرى- يدور حول ثورتين متوازيتين ومتفاعلتين: الثورة الصناعية الجارية والمستمرة في العالم المتقدم، والثورة المفاجئة المتمثلة في نمط النمو السريع والمنتشر في قطاع عريض من العالم النامي، فبعد قرنين من التباعد السريع يسود نمط من التقارب غير المتوقع، وهو التقارب الذي يفرضه النمو السريع والشامل الذي تشهده دول يمثل سكانها أكثر من 60 ٪ من سكان العالم اليوم.