وصف الكتاب
",عين على المخيم", العمل الروائي الأول للكاتبة السعودية ",ربى المقيد",. وفي هذه الرواية ترصد ",المقيد", الواقع الإجتماعي – الإقتصادي المأساوي للاجئين الفلسطينيين، فاختارت ",مخيم الوحدات في عمان – الأردن", مسرحاً لروايتها للتعبير عما يعانيه هؤلاء خارج أرضهم المحتلة.
عندما نقرأ الرواية نجد أنفسنا أمام عالمين – عالم الجاسوسية المثير – وعالم المقاومة الفلسطينية خارج حدود الوطن.
تخبرنا الروائية عن عائلة فلسطينية تعيش في مخيم الوحدات في عمان. وهذه العائلة مكونة من خمسة أولاد وأم يعيشون ظروفاً صعبةً ومع ذلك فهم مؤمنون بقضاء الله وقدره وحقهم في العودة إلى أرض الوطن إلا أن الأخ الأكبر ",عطية", غير مقتنع بهذه الحال فيقرر السفر إلى تركيا للدراسة.
وهنا تبدأ ",المقيد", بإدارة مجاميعها من شخصيات الرواية بحنكة بالغة حيث يبدأ التشويق الذي يلفه الغموض حين يتعرف ",عطية", على ",تروكان", الذي يغير مسار حياة بطل الرواية من فقر مدقع إلى غنى فاحش . فكيف حصل هذا ...؟
",تروكان", هو الشخص المكلّف بمراقبة الطلاب الأجانب الذين يأتون إلى تركيا واصطياد بعضهم للعمل في الموساد الإسرائيلي، وهنا تتكشف للقارىء الطرق الملتوية التي يقوم بها جهاز الموساد بتجنيد عملاء لهم في كل أنحاء العالم. فيقع اختيار ",تروكان", على ",عطية", الشاب الفقير والخائف والذي تؤهله ميوله العدوانية لهذه المهمة، فينخرط عطية في الموساد بهدف القضاء على الإرهابيين – كما يسمونهم – ولكن هذه المرة المهمة أصعب مما يتصور. فالمطلوب منه التجسس على أخيه ",رضا", الذي يترأس تنظيماً للمقاومة الفلسطينية حيث يدعمهم بالمال والسلاح والذي يشهد المخيم على نبالته وحسن أخلاقه.
فهل يضحي ",عطية", بأخيه وبالوطن من أجل حفنة من الدولارات ... وتتوالى أحداث الرواية حتى يقع عطية في قبضة المخابرات الأردنية التي كانت على علم بكل تحركاته السابقة في تركيا وسبب مجيئه إلى عمّان ...
أحداث كثيرة، ومحطات متعددة تقف عندها الروائية لتُعبر بها عن قراءتها النقدية للواقع الفلسطيني بأسلوب روائي رائع تنتقل خلاله من موقف إلى آخر بسلاسة مطلقة، فتشعر وكأنك في قلب الحدث متفاعلاً مع شخوص الرواية وآلامهم، وأحزانهم لتفضح بأسلوبها المتمكن والرفيع زيف الدعاية الصهيونية عن الإسلام والنهاية المأساوية لكل متخاذل ومتعامل مع العدو. في مقابل ذلك تبرز الجانب المشرف للمقاومة الفلسطينية وصمود أبناء المخيمات وحقهم من الدفاع عن أرضهم وكرامتهم.
",في المخيم", رواية مثيرة تتحدث عن عالم الجاسوسية الغامض بأسلوب أدبي رفيع يجب أن نقف عندها قليلاً.. عاشت هناك، عانت المعاناة والبرد والقسوة.. تكالبت عليها الهموم… وأثقلتها وطأة الاستعمار.. فكانت تجوب المخيم وتروي ما يدور بداخله من أحداث قصة لحياة أسرة فلسطينية.
تقول المؤلفة عن روايتها: ",قد تكون هذه الرواية ، ضرباً من ضروب الخيال الكامن في مخيلتي، و قد تكون واقعاً لمأساة حقيقية.أنا نفسي لا أدري ما طبيعتها ! فواقعي قد اختلط بخيالاتي، مما أعاق الجزم بواقعيتها. لكن صدقوني إن تأملتم حولكم، و دخلتم لمكنونات الأنفس التي تحيطكم، وطرقتم نوافذ السر في دنياكم فستصعقون من هول المأساة التي يعيشها الشعب الفلسطيني، خارج البلاد وداخلها. وستصابون باللبس في خيالاتكم كما حصل معي. فما تلك القصة سوى خيوط متشابكة، تسللت عبر نافذة أذني ليصل مداها و تترابط جزيئاتها فوق أوراقي هذه",.