هذا كتاب مهم نحتاج إليه في ظروفنا الحاضرة، أوجهه إلى عقلاء أهل وطني وإلى كل من يحب مصر، فمادته العلمية خطيرة في مدلولها جامعة لرتق شمل النسيج المصري الواحد تحت مسمى اللسان المصري، ذلك اللسان الذي نتكلم به في بيوتنا وحقولنا وشوارعنا ومدارسنا إلى الآن، مادة علمية ليس فيها مهاترات دينية ولا مساس بمعتقدات المصريين وما تكن به صدورهم، مادة علمية مبسطة تحتاج لمتخصصين ليصححوا فيها ويضيفوا إليها بلا وجل ولا خوف، شريطة أن تدور فقط حول منطوق اللغة المصرية وليس عن طريق كتابتها، ومن ثم إعادة قراءة التاريخ المصري بطريقة علمية بعيدًا عن الغلو والإرهاب الديني، فما أشد إحتياجنا إلى إنصاف تاريخنا المصري وإعطاء المصريين حقهم في تبرير ثبات لسانهم منذ العصر الفرعوني حتى الآن.

وعندما يصبح التاريخ المزيف واللغة المزعومة جزءًا رئيسًا من عقيدة مجموعة من الناس لإثارة الفتنة والبلبلة في المفاهيم ولإضعاف الوحدة الوطنية لشعب مصر، فلابد من وقفة نعيد فيها قراءة التاريخ المصري لنعلم صحيحه من سقيمه بغرض بناء ثقافة التطور والمواجهة.