مئات الآلاف من الأطفال الذين أحالت الحرب في دارفور حياتهم إلى جحيم، قتلتهم الحرب مرة عندما سقط الأب والأم بقنابل طائرات الحكومة ورصاص من يناصرونها على الأرض، وقتل هؤلاء الأطفال مرة ثانية وهم يهربون من الموت المتربص على طول دروب الهروب وحرائق الموت والخيول التي تنهب الأرض لتحقق لراكبيها شهود القتل، وحتى عندما بلغ هؤلاء الصغار معسكرات الالنروح على أطراف المدن ماتوا مرة أخرى بسبب أنهم الطرف المفزوع والموجوع والفاقد للأسرة وفوق ذلك الوحيدون هم الذين لا يملكون صوتاً ولا يدرون لبراءتهم أساليب وألاعيب السياسة والأجندات، أصحاب الملف الضائع، دفعوا فاتورة الحرب، ولا يتذكرهم أحد.