وصف الكتاب
على اختلاف التفاصيل فى الثورات التونسية والمصرية والليبية، فقد أتفقت جميعاً فى ملمح واحد يميز شعوبنا العربية، والشعوب الشرقية عموماً، وهو اللجوء للسخرية والطرافة فى وقت الشدائد والمحن... وكان ذلك أظهر ما يكون فى الثورة المصرية.. التى أحتاروا في تسميتها.. وكان من حقهم أن يقترحوا لها من ضمن الأسماء المقترحة، أسم ",ثورة الظرفاء",.. فقد زخرت بالشعارات والمواقف ",والابتكارات", الطريفة والكوميدية، التى عكست طبيعة شعب فريد أضحك العالم وأبكاه حتى فى ثورته التى أستحقت أكثر من ألف شهيد!!.
تفنن ثوار ميدان التحرير فى إبراز مواهبهم، فعبروا بالغناء والتمثيل، عن أهدافهم ومطالبهم وعن فساد وطغيان النظام.. كانوا قد وجهوا للنظام رسالة قصيرة وواضحة وحاسمة: ",أرحل",.. ولما وجدوه بطئ الفهم زادوه إيضاحاً: ",أرحل يعنى أمشى.. يلى ما بتفهمشي...", وحين تأكدوا من عدم فهمه قرروا تغيير اللغة، فقالوا لأنفسهم: ",كلموه بالعبرى ما بيفمش عربى..", .. ومع حالة التشبث الشديدة بالكرسى، قال الثوار: ",ده لو كان عفريت كان أنصرف..", .. وهو ما ألهمهم تلك الفكرة التى بلغت بها الكوميديا ذروتها فى ميدان التحرير.. فقد نصب الثوار ",زاراً", لطرد عفريت أسمه حسنى مبارك من جسد مصر!!.
تحدث كثيرون وكتبوا عن الأبعاد السياسية، والإجتماعية، والثقافية، والإستراتيجية، للربيع العربى. نحن فى هذا الكتاب سنحدثكم عن ",الأبعاد الكوميدية فى الربيع العربي",، عبر الشعارات الثورية والمواقف والأحداث والتعليقات على شبكة الإنترنت، لنرسم الابتسامة على الأفواه، ولنستدعى للذاكرة أحداث تلك الأيام المجيدة، التى تبشر بعصر عربى جديد.. عصر حر يأبى الظلم والطغيان..
أنتم معنا على موعد مع، كوميديا الربيع العربي.