وصف الكتاب
الوقت هو شهر نوفمبر من عام 2012، ورغم أنني أقف في الجزء الخلفي من قاعة الآيروبكس بفندق جروزفينور هاوس بلندن، فإن الجميع يشعرون بأنه شخصية عظيمة بالفعل. لا أصدق أنه موجود هنا، لقد انتظرت هذه اللحظة لعشر سنوات. لقد حلمت بها، وعانيت كوابيس أيضًا. وهذه هي فرصتي.
ألقيت نظرة في أرجاء المكان... وأخذت أفكر بعناية في خياراتي. وعلى خشبة المسرح، تقف الفنانة الكوميدية الضئيلة ",روبي واكس",، ويحيط بالمسرح من الجانبين أربعة عملاء للمخابرات المركزية الأمريكية يرتدون الملابس السوداء التقليدية. فأخذت أضحك بيني وبين نفسي. ولم يسعني إلا التفكير في أن هذا يبدو كمشهد ناجح من فيلم هوليوودي.
",أيها السيدات والسادة", - انقطعت فترة عدم انتباهي اللحظية عند سماعي صوت ",روبي واكس", الصادر من أنفها - ",رحبوا معي على المسرح بالرئيس الأمريكي الأسبق، بيل كلينتون",.
وقف الجمهور البالغ عدده 300 على أقدامهم، مصفقين بحرارة. لكنني لم أصفق معهم؛ فعقلي مشغول بأشياء أهم بكثير. لا تسيئوا فهمي؛ فأنا معجب بأعمال ",بيل كلينتون", الإنسانية، لكن هذه فرصتي لإنهاء شيء بدأ قبل عشر سنوات، وإذا انتهزت الفرصة، فسوف يمثل هذا نهاية حقبة بعينها.
آخذ نفسًا عميقًا لتهدئة أعصابي، لكن حواري مع ذاتي في حالة نشاط زائد...
",هل تتوجب عليَّ العودة إلى بيكي في المنزل ونسيان هذا الأمر برمته؟",، لكنني سرعان ما وبخت نفسي على مجرد التفكير في الأمر: ",كلا، يا آندي؛ لقد انتظرت هذه اللحظة لفترة طويلة جدًّا، فلا يمكن أن تتراجع الآن!",.
رحت أمعن نظري، وأركز على ضيف شرف واحد يجلس في المقعد الأمامي، وقررت أن هذا هو يوم القيام بما جئت من أجله. كل العيون في حالة تركيز تام على ",كلينتون", وكذلك الآذان كلها مصغية، ولكنها ليست منصبَّة عليَّ.
يشرد ذهني لما قبل ذلك بأحد عشر عامًا في محكمة أولد بيلي بلندن، حيث بدأ كل هذا.