وصف الكتاب
تخوض الرواية مجالا لم يتناوله الكتّاب إلا نادرا وبصورة هامشية؛ ألا وهو مجال التعليم العالي. تغوص الرواية في أعماق ما يجري في الكليات، وترصد التفاصيل الدقيقة للصراع الشخصي والعاطفي بين الأساتذة، والفساد الذي يعشش في زوايا هيئة التدريس وأطقم الإدارة، وضعف المستوى العلمي لبعض الأساتذة وكثير من الطلاب، وتطرح رؤى متعددة للخروج من نفق الأزمة التعليمية بصفة عامة. إن الدكتور سيد عبد الله يمثل صورة للذكاء الشيطاني الذي يوظف عبقريته لخدمة أنانيته ونرجسيته، وإيذاء الآخرين، والحصول على ما لا يستحق، وينعكس سلوكه المنحرف على أسرته، ومن حوله. إنه يقهر زوجته بتصرفاته المشينة، ويتخلى عن أبيه وأمه وإخوته، ويعيش لنفسه ومتعه الخاصة، فينتهي به المطاف إلى فضيحة تدمر حياته وصورته أمام المجتمع والزملاء والأسرة. وتطرح الرواية صورة للمكان في بعض المدن والقرى عبر زمان يمتد من هزيمة 1967 إلى أواخر القرن الماضي حيث نرى صور التهجير لأبناء القناة في أثناء حرب الاستنزاف، وحياة فتاة ريفية تخلى عنها أبوها وهي رضيعة، فعاشت تجربة صعبة وشاقة، ولكنها انتهت إلى العمل مدرسا في الكلية الي ينتسب إليها الدكتور سيد عبد الله، لتكون جزءا من الأحداث فترصد الرواية تحولاتها الشخصية وعلاقاتها ومشاعرها. رواية ",شغفها حبا", تعبير أدبي راق، يصوغ عالما جديدا في الرواية المعاصرة، يستحق الاهتمام والمعالجة والرصد. وقد كتبها أديب ناقد، يعود إلى المجال السردي بعد انقطاع طويل، انشغل خلاله بالكتابة النقدية المباشرة، والقضايا العامة، وها هو يضيف إلى روايتيه السابقتين وسرديات أخرى في طريقها إلى النشر إضافة جديدة، تتوازى مع ما كتبه عن حرب رمضان وهو مجند بالقوات المسلحة بين عامي68- 74 وتقدم معزوفة وطنية إنسانية في ",رائحة الحبيب",، و",الحب يأتي مصادفة",، من خلال سياق فني وأدبي رفيع ومتألق وساطع.