وصف الكتاب
في عفوية مدهشة مصنوعة بقلم تلقائي يحاول إعادة بناء قيم الجمال والحق والعدل، وعبر مساحات سردية متقاربة، استطاع الكاتب والشاعر محمد إقبال حرب خلق شعريته الخاصة في نصوصه لتأتي متماهية مع موضوعات هذا العصر بما يحمله من أفكار وإضاءات تكشف عن هواجس كاتب مثقف وهو يتناول قضايا مجتمعه، لينطلق بعدها إلى قضايا العرب بمفهوم العروبة الخالص بعيداً عن لجاج الفكر الغربي في مفاهيمه ونظمه السياسية والاجتماعية، ويقترب أكثر من القيم العربية الأصيلة المتمثلة بالدين والأخلاق والجمال.
في مقدمة الكتاب يكتب الأستاذ ",نصر عبد السلام", وهو من علماء الأزهر الشريف: ",... والكتاب الذي بين أيدينا ",موت شاعرة", يعد نموذجاً من الكتابة الرصينة التي حافظت على الهوية العربية والمزاج الإسلامي الخاص ولديه عنوان خلاب يأسر الفكر ويجعله يتساءل عن تلك الشاعرة التي قضت. وكذلك فمن بين فصول الكتاب الكثير الذي يستحق الذكر حيث تميز الأسلوب بالرصانة والوضوح ويكشف دون خجل عن شخصية الكاتب وميوله ومعتقده حين يعالج قضية من قضايا مجتمعه غير أنه شديد الحياء في التناول فنجد كثيراً من قضاياه يتناولها بالإسقاط مرة وبالصورة البلاغية غير المباشرة أخرى...",.
ونحن نقول لا عجب في ذلك فشاعرنا يكتب عن المساكين، واللاجئين، والضعفاء، ويفضح الوحوش الآدميين، ليقول لهم ",ارحلوا",، وهو يتساءل:
",... من أين يأتي البشر/ بكل هذه القسوة/ وبهذا القدر؟/ من أين يأتي الناس/ بهذا الظلم/ وهذا القتل المستمر؟/ من أين يأتي البشر/ بهذا القدر من الجشع/ وهذا الكم من الحقد والطمع؟/ من أين وكيف ولما هذا الوضع يستمر؟/ من وضع هذه الوحوش في خانة البشر؛/ من أجاز أكلنا نحن البشر؟",.
وهنا يصح القول إن الكاتب أفلح في توصيف ثنائيات شتى أصبحت تلف عالمنا المعاصر ",الجسد والأنا",، ",الخطيئة والمغفرة",، ",البقاء والموت",، وأسئلة لا تجد لها أجوبة، في عالم عربي بدا أنه يفيق من سباته، عبر أقلام جريئة واعدة تبشر بمستقبل أفضل، كقلم الكاتب والشاعر اللبناني محمد إقبال حرب.
من عناوين الكتاب نذكر: ",موت شاعرة",، ",رحلة البقاء",، ",ستارة بالية",، ",صديق",، ",هل يعود؟",، ",أنا وهو",، ",الجائزة الكبرى",، ",صورة",، ",ليلة حمراء",، ",المرصع الجدباء",... إلخ.