يلقي هذا الكتاب الضوء على الأحوال الاجتماعية والاقتصادية ليهود القدس في النصف الأول من القرن التاسع عشر، بوصفهم مواطنين عثمانيين سكنوا القدس قبل الهجرات اليهودية المنظمة وغير المنظمة إلى المدينة وإلى مختلف مناطق الدولة العثمانية. وهو يسعى الدراسة لمعرفة جزء من واقع القدس التاريخي، عبر التعرّف إلى هذه الفئة التي سكنت المدينة منذ قرون، وعبر كشف طبيعة الحياة التي عاشها اليهود بكل فئاتهم وطوائفهم في ظل الحكم العثماني والإدارة المصرية، في جوٍ من الحريات والتسامح نابعٍ من منهج الدولة وسياستها في التعامل مع غير المسلمين، لا من الضغوط الخارجية وقوانين الحماية الأجنبية، كل ذلك بهدف استيضاح حقيقة الوجود التاريخي لليهود في مدينة القدس، من خلال ما تكشف عنه دقائق وتفصيلات وردت بين ثنايا وثائق حجج سجلات القدس الشرعية التي كُتبت حفاظاً على حقوق الرعايا، وهو ما يساعد على فهم جزء من طبيعة الصراع العربي - الإسرائيلي حول قضية تهويد القدس وعموم القضية الفلسطينية.

يحتوي الكتاب ثلاثة فصول إلى جانب المقدمة والخلاصة العامة والخاتمة. يتناول الفصل الأول: ",نظام المِلّة (ملت) في الدولة العثمانية",؛ والفصل الثاني: ",الحياة الاجتماعية ليهود القدس",؛ والفصل الثالث: ",الحياة الاقتصادية ليهود القدس",.