كتاب خلق الأرض والسموات.. نظرات علمية ودينية, مزيج فريد يجمع بين عمق الدراسة العلمية الحديثة وإعجاز الآيات القرآنية الكريمة المرتبطة بحدوث ظواهر معينة خاصة بكوكب الأرض وأخري خاصة بالسموات وما تحويه من كواكب ونجوم ومجرات.

يبدأ الكتاب بقصة قارون وخسوف الأرض به حينما بغي علي قومه, وشرح ما تعرضت له الأرض التي يعيش عليها من صدوع وفوالق أدت إلي الخسوف به وبداره.
يتحدث الكتاب بعد ذلك عن خسوف الأرض عامة ثم يتحدث عن تشقق الأرض وتصدعها, ويذكر في هذا المجال ولأول مرة متعدد الأضلاع الطيني الذي ينشأ في فصل الربيع نتيجة الشقوق التي حدثت بالتربة في الأصقاع القطبية الشمالية ويكون سبباً في أزدهار الحياة بها لنمو النباتات والمراعي بالشقوق.

يفرد الكتاب بعد ذلك فصلاً عن الجبال وكيف خلقها الله أوتاداً لتثبيت الأرض حتي لا تميد وتضطرب بمن يعيش عليها من البشر.
ثم يتكلم عن ظاهرة الزلازل وهي إحدي الظواهر المدمرة التي تتسبب في هز الأرض وهدم المباني وقتل الأحياء.
وحينما يستعرض الكتاب موضوع الحديد الذي بالأرض فهو يذكر أن نواة ذرة الحديد تتميز بثبات نووي شديد حيث أن الطاقة الضامة لمكونات نواة ذرة الحديد تعتبر أكبر طاقة ضامة بين نويات الذرات كلها مما يعطي الفلز قوة ومتانة.

وفي سرد معتدل جمع بين الحقائق العلمية الخاصة بنظرية الأنجراف القارئ, يشرح الكتاب كيف تبدل الأرض غير الأرض قرب نهاية العالم وما ينتظرها من تغييرات هامة في توزيع كتل اليابس والماء, تلك الكتل التي تغير مواقعها بأستمرار وببطء لا يكاد أن يكون ملحوظاً.

تنتهي هذه الفصول التسعة الخاصة بالأرض بحقيقة هامة وهي أن علم الأرض أو الجيولوجيا هو من العلوم الحديثة التي تحوي آيات ومعجزات بينات تدعو بقوة للإيمان بالله.

أما الفصول الثلاث الأخيرة من الكتاب فهي تحوي مواضيع جذابة وشيقة خاصة بخلق السموات مثل: الشهب والنيازك - جمع الشمس والقمر - والحضارات الذكية خارج الأرض.
بالنسبة لموضوع جمع الشمس والقمر شرحنا نظرية زحزحة القمر عن مداره حول الأرض وهروبه من جذب الأرض ودخوله بالتدريج في نطاق جذب الشمس ليدور حولها ويصبح واحداً من أعضاء المجموعة الشمسية وحينذاك يتحير البصر فزعاً ويذهب ضوء القمر ويسأل الإنسان أين المفر؟

أخيراً أستخلص الكتاب بناءً علي آيات القرآن الكريم أن البداية بدأت بوجود الله وحده فقط, ثم كان عرشه علي الماء, ثم خلق السموات والأرض, فنحن نمثل الآن الكون الثاني في الوجود.
الدراسات القرآنية تفيد بث الدواب في السموات والأرض وأن الله قادر علي عقد لقاء بين أناس من الأرض وكائنات عاقلة من كوكب آخر في أيام الدنيا في مكان وزمان لا يعلمه إلا الله.
إن هذا الكتاب, بما يحمل بين دفتيه من مواضيع علمية مبسطة ودينية, جدير بأن يقرأ فلا تحرم نفسك من متعة قراءته.