وصف الكتاب
يأتي هذا الكتاب بجزئيه (الأول والثاني) ليسلط الأضواء على صفحات مشرقة من سيرة الشيخ العلامة والأديب الرحالة ",أبو ناصر محمد بن ناصر بن عبد الرحمن بن عبد الكريم بن عبد الله بن عبود بن سالم آل سالم العبودي", المولود في بريدة سنة : 1345ه / 1957م. وقد قام فضيلة الشيخ ",محمد بن أحمد سيد أحمد", بترجمة قيّمة لهذا العلامة الكبير يدوّن فيها حياته العلمية وجهوده الدعوية ورحلاته العلمية وآثاره الحميدة، وغير ذلك من الجوانب العديدة، ملحقاً به تزكيات وشهادات وميداليات استحقها الشيخ العبودي.
تأتي أهمية هذا السفر القيّم لما يحمله بين دفتيه من فوائد ونوادر تطلعنا على جوانب فكرية وعلمية ورحلات حول العالم جابها هذا العالِم، فضلاً عن تآليفه لكتب عدة في مختلف الفنون: في التفسير، والتاريخ، والأدب، واللغة، والأنساب، وغيرها. وقد بلغت مؤلفاته أربعين مؤلفاً بين مطبوع ومخطوط.
لأجل ذلك جاء هذا الكتاب بمثابة عمل توثيقي هام يدخل في خانة أدب الرحلات حيث كان شيخنا يؤلف في كل رحلة رسالة تستوعب مقتضيات الرحلة معتنياً في كل رسالة منها بذكر معالم البلاد وذكر آثارها ومساجدها وشخصياتها والبارزين من رجالها، ما حدا ببعضهم أن يطلق عليه (إبن بطوطة المعاصر) لكثرة رحلاته وجولاته التي كادت تغطي معظم بلاد العالم شرقه وغربه، بحثاً عن أحوال المسلمين وعلاجاً لمشكلاتهم. وهذا ما تشير إليه جهوده الدعوية، التي تنم عن تفاؤل كبير في جهود المؤسسات والهيئات والمراكز الإسلامية المحلية والدولية التي تعمل في مجال الدعوة، فمن واقع زياراته لإخوانه المسلمين في الغرب وبسبب الدعوة النشطة يرى أن هناك إرتباطاً وثيقاً بين مسلمي الداخل والخارج بخلاف ما كان عليه الحال منذ عشرين أو ثلاثين سنة مضت.
وعن رأيه في العنف يعتبر أن السبب الرئيسي له هو الفهم الخاطىء للأمور، وتقصير الشباب في الغرب من علماء الدين والتعرف على حكم الله والشرع في هذه الأمور، وإما لتقصير من جانب العلماء في توضيح رأي الدين وحكم الشرع في هذه الأمور للشباب وفي كل الحلات فإن على العلماء المسؤولين عن الدعوة تقع مسؤولية كبرى في توضيح هذه الأمور برأيه.
وأما عن خطر الغزو الفكري والثقافي الغربي، فيرى أن خير علاج هو تقديم المزيد من التوعية الدينية وتعريف شبابنا بفكرنا الإسلامي الأصيل وثقافتنا الإسلامية التي تشمل كل جوانب الحياة .. والتمسّك بأحكام الدين والعمل بقول الرسول (ص): ",تركت فيكم إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبداً كتاب الله وسنتي",.
",محمد بن ناصر العبودي", إسم ستتوقف أمامه الذاكرة الثقافية الإسلامية طويلاً، لأنه بحق علم من أعلام التاريخ الحاضر ومن ذخائره الثمينة، فهو إمام متبحر في علومه وفنونه، واسع الثراء من كنوزه ..