إن التطوُّر التكنولوجي والتقني الهائل الذي فرض نفسه في الآونة الأخيرة على كافة الأصعدة والخدمات، كان له تأثير كبير على تصرفات وعادات وتقاليد وأفكار أعدادٍ ضخمة من الشعوب سواء كانت تلك الشعوب من عداد الدول المتقدِّمة أو من عداد الدول النامية ومن الطبيعي أن يؤثر هذا الواقع على مختلف القطاعات الإقتصادية والمالية، ويلزم تلك القطاعات الإستجابة لمتطلِّبات العصر الجديد.

ومن هنا كانت الحاجة ماسة لإعتماد الأنظمة والأساليب المحاسبية المتطوِّرة والتي أسست لها وزارة المالية وبالتنسيق مع نقابة خبراء المحاسبة وأصدرت العديد من التشريعات، تضمن إعتماد الأنظمة المحاسبية الموجودة والمرتكزة على مبادئ محاسبية دولية، والتي تحقق الركائز الفنية والعملية لتلك المبادئ، وتؤمِّن تطبيقها، للإستفادة القصوى منها على الصعيدين الإقتصادي والمهني، ومواكبة تطوُّرات العصر، وبما لا يتعارض مع المصالح الوطنية للبلاد.

وإنطلاقاً من هذا الواقع جاء كتاب المحاسبة المصرفية بين النظرية والتطبيق ليقدِّم للمكتبة المحاسبية العربية نموذجاً ربما يساعد على شرح وتوضيح بعض هذه النظريات.