إن لتجربة المبيع أهمية كبيرة في مجابهة التطورات الحديثة، وما يفرزه العلم، والبحث في مجال الأجهزة، والصناعات المختلفة، وذلك بتصحيح الرضا الشرعي، فيما يتعلق بعقود البيع الواردة على الأشياء التي لا يمكن الاستيثاق منها، والتحقق من صلاحيتها إلا بعد استعمالها، وذلك كالملابس الجاهزة، والسيارات، والسفن، والطائرات، والآلات الميكانيكية، وغيرها.

وقد قصدت من اختياري تحديد الضوابط التي تتمتع بها تجربة المبيع على نحو يحدد المقصود من تلك الدراسة، وإنزال المبادئ التي قررها فقهاء الشريعة الإسلامية وفقهاء القانون الوضعي لفقه النوازل على ما استجد من المخترعات الحديثة، موافقاً أن إنزال تلك المبادئ المستقرة قديماً، على مستجدات الأشياء والمبيعات، بجلى مقصود الشارع سبحانه وتعالى، حين جعل هذه الشريعة خاتمة الشرائع، صالحة لكل زمان، ومكان، وتحديد نطاق المسئولية في مجال أطراف العقد في البيع بشرط التجربة، على أن تكون خطة الدراسة مكونة من مقدمة وبابين:-

الباب الأول: في حقيقة بيع التجربة، وحكمه، وتفريده، وتمييزه، عما يختلط به، وكيفية التجربة، وأثرها في حرية المشتري في قبول المبيع أو رفضه في الفقه الإسلامي والقانون.
الباب الثاني: في أثر التجربة على إلتزامات الطرفين في عقد البيع، وأخيراً الخاتمة.