وصف الكتاب
إن إحدى ركائز النجاح والتفوق لأي منظمة أعمال يتحدد من خلال قدرتها على إدارة مبيعاتها بشكل علمي وكفؤ وذلك من خلال القيام بتنفيذ المهام والأنشطة التي تضطلع بها هذه الإدارة بأداء عالي وصولا إلى تحقيق أهداف المنظمة.
في الوقت الراهن نتيجة للتطورات الهائلة بوسائل البيع والاتصالات والتقنيات الحديثة المستخدمة في ذلك، أضاف عبء جديد تتحمله إدارة المبيعات من أجل النهوض بواقع مبيعاتها, لذلك أصبح دور إدارة المبيعات يأخذ أبعاداً إستراتيجية من التخطيط إلى التنفيذ مرورا بالعديد من الأنشطة الأخرى المكملة. إن الدور المهم الذي تلعبه إدارة المبيعات وتأثيرات هذا الدور على مختلف أنشطة المنظمة (الإنتاجية, التسويقية, المالية...وغيرها) الأمر الذي جعل هذه الإدارة تحتل مواقع متميزة ضمن اهتمامات الإدارة العليا للمنظمة.
إن السبب الذي يكمن وراء هذا الاهتمام يعود لكون المبيعات تمثل المصدر الرئيس للإيرادات التي تمول كافة أنشطة المنظمة والتي على ضوئها يتم تحديد الميزانية العامة للمنظمة. إن إعداد هذه الميزانية يعتمد بالأساس على الإيرادات المتوقع الحصول عليها في الفترة القادمة, ولما كان أساس هذه الإيرادات هي تقديرات لحجم وقيم المبيعات وهذا يعني بأن مفردات الإنفاق على مختلف أوجه النشاط داخل المنظمة يعتمد على تقديرات المبيعات بنفس الوقت فأن أنشطة إدارة المبيعات, ومن خلال التغطية والانتشار الجغرافي للنقاط البيعية تساهم في توفير ما يحتاجه المستهلك من سلع وخدمات في وقت الحاجة أو حدوث لطلب عليها وبالمواصفات التي يرغب بها والتي تحقق له الإشباع, الرضا, ومن ثم الولاء للمنظمة ومنتجاتها وهذا يمثل جوهر عمل التسويق في الوقت الراهن.
مما تقدم يتضح بأن الدور التأثيري الذي تلعبه إدارة المبيعات والقوى البيعية فيها هو دور مزدوج التأثير ويأخذ اتجاهين: الاتجاه الأول يتعلق بالمنظمة: تساهم المبيعات في الحصول على الإيرادات والإرباح التي تعتبر الأساس في البقاء، النمو والتطور لأي منظمة، فبدون هذه الإيرادات والأرباح لا يمكن لأي منظمة الاستمرار في مزاولة أعمالها.
الاتجاه الثاني يتعلق بالمستهلك: تساهم النقاط البيعية وقوى البيع المنتشرة في الأسواق على توفير السلع والخدمات في الوقت, المكان, وبالمواصفات التي يرغب المستهلك الحصول عليها.
لقد حاولنا تضمين هذا الكتاب الاتجاهات الحديثة المتعلقة بالمبيعات وكيفية إدارتها من كافة الجوانب التي تمس هذا الموضوع, بالإضافة إلى تضمينه بعض الجوانب الكمية لمعالجة الكثير من المشاكل التي تواجه إدارة المبيعات (كاختيار النقاط البيعية, اختيار القوى البيعية, عملية التنبؤ بالمبيعات, إعداد ميزانية المبيعات....), حيث اعتمدنا ابسط الطرق والأساليب الكمية لهذا الغرض دون الدخول بما هو معقد منها مما يسهل على القارئ الاستفادة منها.
يتضمن هذا الكتاب عشر فصول حيث أن الفصل الأول يتناول مدخل إلى إدارة المبيعات أما الفصل الثاني فيركز على تخطيط المبيعات باعتباره الأساس في وضع الخطط البيعية، في حين يتناول الفصل الثالث تنظيم المبيعات باعتباره الأساس في عملية التنفيذ بينما يركز الفصل الرابع على تصميم واختيار النقاط البيعية، أما الفصل الخامس فيتطرق إلى إدارة النقاط البيعية وقوى البيع, بينما يتناول الفصل السادس القوى البيعية ودورها في دورة حياة الأعمال إضافة إلى كيفية اختيار وتعيين رجال البيع في حين يتناول الفصل السابع تدريب وتحفيز القوى البيعية, أما الفصل الثامن فيتطرق إلى البيع الشخصي من كافة جوانبه,ويتناول الفصل التاسع توقعات المبيعات باعتبارها إحدى العمليات بالغة الأهمية لإدارة مبيعات المنظمة وعلى ضوئه يتم تحديد الميزانيات, وأخيراً فأن الفصل العاشر تناول ميزانية المبيعات....