وصف الكتاب
هذا كتاب سعيت فيه لتقديم رؤية علمية جديدة لتاريخ الأمة العربية منذ البدء قائمة على منظور الاتصال (والإعلام والمعلوماتية9 المعرفو باسم (communication)، وعربها بعضهم باسم (المعلو – اتصال).
لقد ورد ذكر العرب للمرة الأولى في السجلات المسمارية عند القرن التاسع ق. م. وهذا لا يعني أن العرب لم يكن لهم وجود قبل ذلك التاريخ. لكن أول دولة عربية مستقلة أظهرت مقدرة في التنظيم الإداري كانت (مملكة الأنباط) التي نشأت في القرن السادس ق.م. وتواصل ملكها حتى عام 106م. وتميزت هذه المملكة بأنها طورت أبرز وسيلة اتصال في تاريخنا كله، وميزة هذه الأبجدية أننا لا نزال نستخدمها نحن وغيرنا من الشعوب غير العربية (كالفرس)، حتى يومنا هذا، ليصبح بذلك خطا دوليا إلى جانب شقسقه الخط اللاتني.
وقد بلغ أثر الأنباط الثقافي القمة حين تبنى الإسلام في القرن السابع الميلادي خطوط الحروف النبطية للكتابة بصورتها الحالية، ونشرها في البلاد المفتوحة. والحرف هو ركن الثورة الأولى النبطية للكتابة بصورتها الحالية، ونشرها في البلاد المفتوحة. والحرف هو ركن الثورة الأولى في الاتصال (The First Communication revolution) لنه يكون الكلمة، والكلمة هي أساس الحضارة المعاصرة. ومع تطوير الحرف الأبجدي العربي يبدأ تاريخ الاتصال العربي، وتبدأ معه الهوية العربية في التبلور.
ورأيت أن يجيء البحث متكاملاً فعدت للبدايات، إلى الأيام الأولى التي بدأ الإنسان القديم فيها تطوير وسائل الاتصال للكتابة علها حوالي عام 8000 ق. م. كانت البدايات متواضعة تمثلت بالكتابة على الحجر والخشب والطين، لكن مع تطور هذه الوسائل، ظهرت الصحافة والإذاتعة وصولاً إلى الكمبيوتر ثم الرقمنة في زماننا الحالي. وكل هذا مصداقاً لمقولة الباحث الأمريكي ولبور شرام، وهي أن الإنسان في الأصل ",مخلوق اتصالي", سعى، ويسعى دائباً لتطوير مهاراته في الاتصال.
وقد استخدمت في هذا الكتاب مصطلحات وضعتها بالرجوع لتراثنا العربي الأصيل، من مثل الاتصال الوجاهي (مقابل مصطلح الاتصال المواجهي أو الشخصي أو المباشر)، والرقمنة للتدليل على العصر الرقمي، كما استخدمت مصطلحات أخرى مقتبسة، مثل الرجع (بدل التغذية الراجعة أو العكسية أو المرتدة أو رجع الصدى). كما استفدت من مصطلحات وضها غيري مثل (المعلو- اتصال)، بمعنى الاتصال والمعلوماتية (على اعتبار أن وسائل الاتصال تحمل معلومات).