اهتمت الإدارة المعاصرة بالأساليب العلمية التي تركز على إعتبار الأداء منظومة متكاملة لنتائج اعمال المنظمة بالإستناد إلى عناصر بيئتها الداخلية والخارجية كأداء الأفراد في وحداتهم التنظيمية، وأداء الوحدات التنظيمية في إطار السياسات العامة للمنظمة، وأداء المؤسسة في إطار البيئة الإقتصادية والإجتماعية والثقافية لها.

ومن هنا، نشأت الحاجة في الوقت الحاضر إلى إستخدام وسائل القياس والتي تسعى عادة بمؤشرات الأداء في جميع جوانب الحياة وأنشطتها سواء أكانت سلعية أو خدمية أو تنموية، وصارت تغطي الحاجات الإعتيادية لفعاليات الإنسان اليومية، بهدف تحقيق رضا المستفيد من الخدمة، وتجاوز توقعاته، والإرتقاء بجودة الخدمات المقدمة، والمساعدة في إعداد ومراجعة الموازنات المعتمدة، إضافة إلى المساهمة في ترشيد النفقات وتنمية الإيرادات، علاوة على تحديد مشكلات قياس الأداء في جميع الإدارات والوحدات التي تقوم بمسؤولية أداء الخدمات أو تقديم السلع المباشرة وغير المباشرة، ومن ثم متابعة ومراقبة العمليات التي تتم في جميع الأنشطة لدى مختلف الأجهزة والجهات، وصولاً لتحديد الإنحرافات أثناء التنفيذ بغية تلاقيها ومعالجتها وإصلاحها.

ولمعالجة هذا الموضوع توزع الكتاب على سبعة عشر فصلاً، تناولنا في الفصل الأول مدخل إلى أداء المنظمة، والذي تضمن تعريف الأداء وتوضيح الفرق بينه وبين الإنجاز، والمفاهيم المرتبطة بالأداء، وسبل إدارته وشموليتهن وتوضيح فوائد تحديد الأداء، ومكونات إدارة الأداء، ومتطلبات تطبيقه، ومن ثم تطرقنا إلى أسباب إنخفاض الأداء والإجراءات والسلوكيات اللازمة لإدارة الأداء، ومن ثم ذهبنا إلى مفهوم التميز في الأداء، والمبادئ الأساسية لمفهوم التميز في الاداء.

أما في الفصل الثاني فقد تناول شرح بعض المفاهيم التعريفية بمؤشرات الأداء، وقد تطرقنا في الفصل الثالث إلى أبعاد وخصائص مؤشرات الأداء، وقد كرسنا الفصل الرابع للحديث عن معضلات تحسين الأداء في الإدارة الحكومية، وفي الفصل الخامس تناولنا الأساليب الحديثة لتحسين الأداء الحكومي، وفي الفصل السادس قمنا بشرح القياس المقارن ومؤشرات الأداء الرئيسية، وعرفناه وبينا مقاييسه، ووضحنا أنواعه وعناصره وفوائده وأهدافه.

أما الفصل السابع فقد احتوى على علاقة الأداء المتوازن بمؤشرات الأداء الرئيسية، وفي الفصل الثامن شرحنا أهمية طرق جمع البيانات لأغراض بناء مؤشرات الأداء الرئيسية، وتحدثنا في الفصل التاسع عن مصاعب توفير البيانات والمعلومات اللازمة لبناء مؤشرات الأداء الرئيسية، وفي الفصل العاشر تطرقنا إلى تطوير مؤشرات الأداء.

أما الفصل الحادي عشر فقد كرس للكلام عن بناء ثقافة مؤشرات الأداء، وخصائصها وعلاقتها بتطبيق مؤشرات الأداء الرئيسية، وثقافة المنظمة ودورها في تعزيز تطبيق مؤشرات الأداء الرئيسية، وقد تطرق الفصل الثاني عشر إلى أنظمة المعلومات المستخدمة في بناء مؤشرات الأداء، وقد كرست الفصول الاربعة الأخيرة إلى عرض واف لأمثلة عن مؤشرات الاداء الرئيسية، التي تضمنت (1600) مؤشراً شملت (45) نشاطاً وقطاعاً في الدولة لكي توضع تحت متناول المستخدمين من مختلف الجهات والمؤسسات سواء أكانت أجهزة الحكومة أو القطاع الخاص أو المجتمع المدني أو عموم المستخدمين في مختلف الأغراض.