تنحصر موضوعات التي يعرضها هذا الكتاب، بالجوانب النظرية والتطبيقية للمحاسبة المالية Financial Accounting ذلك على أساس أن فهم الفروض، والمبادئ والمفاهيم، التي تحكم النظام المحاسبي المالي، وكذلك استيعاب الأساليب، والإجراءات، التي تحكم هذا النظام، هما بمثالة اللبنة الأساسية لتعميق المعرفة وصقل المهارة في تطبيقات النظم المحاسبية. من هنا وضع المؤلف نصب عينيه سواء في تصميم المحتوى العلمي للكتاب، أو في عرض وتسلسل موضوعاته، حقيقة مفادها ",أن تعلم المفاهيم والمبادئ المحاسبية الأساسية لم يعد ضرورة ملحة لدارسي علم المحاسبة من طلبة الجامعات فقط، بل أيضاً لكثير من الفئات الأخرى غير المتخصصة، كرجال الأعمال، والأفراد العاديين ممن يجدون أنفسهم في حاجة للتعامل مع البيانات المحاسبية المنشورة",.

يمثل هذا الكتاب الجزء الأول من الطبعة الثالثة لكتاب ",المحاسبة المالية", صدرت طبعته الأولى عام 1993 وقد خصصه لمعالجة المقومات الأساسية للنظام المحاسبي وإجراءات الدورة المحاسبية في حين خصص الجزء الثاني الذي يصدر متزامنا مع الجزء الأول لمعالجة مشاكل القياس والإفصاح والتحليل.

وفيما يلي ذكر للموضوعات الرئيسية التي يغطيها هذا الكتاب عر فصوله الثمانية: الإطار الفكري للمحاسبة بما في ذلك الفروض والمفاهيم والمبادئ المحاسبية الأساسية، مقومات النظام المحاسبي بما فيها المجموعتين الدفترية والمستندية، الدورة المحاسبية من خلال التركيز على معادلة الميزانية كأساس لتحليل وتسجيل وتبويب وتلخيص العمليات المالية، تصحيح الأخطاء المحاسبية التسويات الجردية بالتطبيق على الإيرادات والمصروفات، ومراعاة في المؤلف لمبدأ المرونة في تطبيقات النظم المحاسبية، حرص أيضاً على عرض تطبيقات هذه النظم في المنشآت التجارية التي تمسك سجلات محاسبية متعددة، كما خصص فصلاً لتزويد القارئ بخلفية مبسطة عن تطبيقات مفهوم القيمة الحالية للتدفقات النقدية في المجالات المحاسبية.

وإدراكا منه للمشاكل التي قد يصادفها المبتدئون في تعلم المحاسبة، راعى بقدر الإمكان توفير البساطة الوضوح والتسلسل المنطقي في عرض الموضوعات التي يشملها الكتاب, وربما كان هذا الاعتبار من أهم الأسباب التي دفعته للإكثار من الأمثلة والإيضاحات، كما كان أيضاً دافعاً لحصر بحث ",خطوة التسويات الجردية", على بنود الإيرادات والمصروفات فقط ليتم تأجيل بحثها مفصلة في الجزء الثاني من الثاني من الكتاب كي يصبح بإمكان القارئ استيعاب مشاكلها وأبعادها في ضوء المعارف والمهارات الأساسية التي يكون قد اكتسبها في الجزء الأول.