وصف الكتاب
يتواكب تقدم علم المحاسبة في عصرنا الحاضر، مع تزايد أهمية نظم المعلومات المحاسبية للمشروعات الاقتصادية، ولدرجة أصبح معها القول بأن ",المحاسبة هي لغة الأعمال", حقيقة مقبولة تترسخ مصداقيتها يوماً بعد يوم.
وكبقية فروع المعرفة الأخرى، تطورت المحاسبة على مر العصور في الاتجاه الذي يزيد من فاعلية الخدمات التي تقدمها للفئات المستفيدة من هذه الخدمات. وهكذا فضلاً عن تطور أسسها النظرية وتطبيقاتها العملية، تفرعت ",المحاسبة الأم", إلى فروع متعددة يتخصص كل منها بتوفير معلومات ذات طبيعة خاصة تلبي احتياجات فئة معينة من الفئات المستخدمة للمعلومات المحاسبية، فظهرن للوجود بالإضافة للمحاسبة المالية، فروع أخرى مثل: محاسبة التكاليف، والمحاسبة الإدارية، ومحاسبة المنشآت غير الهادفة للربح، وتدقيق الحسابات، ومحاسبة الدخل القومي، والمحاسبة الاجتماعية ومحاسبة الموارد البشرية وغيرها، وتشكل النظم المحاسبية لهذه الفروع في مجموعها، نظاماً متكاملاً للمعلومات على مستوى المشروع يرسخ وظيفة المحاسبة في عصرنا الحاضر والتي تطورت من مجرد نظام لمسك الدفاتر، إلى نظام المعلومات.
تنحصر الموضوعات التي يعرضها هذا الكتاب، بالجوانب النظرية والتطبيقية للمحاسبة المالية Financial Accounting ذلك على أساس أن فهم الفروض، والمفاهيم والمبادئ التي تحكم النظام المحاسبي المالي، وكذلك استيعاب الأساليب، والإجراءات التي تحكم هذا النظام، هما بمثابة اللبنة الأساسية لتعميق المعرفة وصقل المهارة في تطبيقات النظم المحاسبية. من هنا وضع المؤلف نصب عينيه سواء في تصميم المحتوى العلمي للكتاب، أم في عرض وتسلسل موضوعاته، حقيقة مفادها ",أن تعلم المفاهيم والمبادئ الأساسية لم يعد ضرورة ملحة لدارس علم المحاسبة من طلبة الجامعات فقط، بل أيضاً لكثير من الفئات الأخرى غير المتخصصة، كرجال الأعمال، والأفراد العاديين ممن يجدون أنفسهم في حاجة للتعامل مع البيانات المحاسبية المنشورة",.
يمثل هذا الكتاب الجزء الأول من الطبعة الرابعة المعدلة والمنقحة لكتابنا ",المحاسبة المالية", الذي صدرت طبعته الأولى عام 1993. وقد خصص هذا الجزء لمعالجة المقومات الأساسية للنظام المحاسبي وإجراءات الدورة المحاسبية في حين خصص الجزء الثاني الذي يصدر متزامناً مع الجزء الأول لمعالجة مشاكل الاعتراف والقياس والإفصاح. وقد قمنا بتقسيم النسخة الأصلية (من الكتاب) إلى جزئين منفصلين وذلك لتخفيف العبء على الطلبة في تداول الكتاب خلال العملية التعليمية، لا سيما وإن العادة قد جرت في معظم الجامعات على تدريس مادته في فصلين دراسيين متتاليين.
يغطي هذا الجزء أي الجزء الأول في ثمانية فصول الموضوعات الرئيسية التالية:
الإطار الفكري للمحاسبة بما في ذلك الفروض والمفاهيم والمبادئ المحاسبية الأساسية، ومقومات النظام المحاسبي بما فيها المجموعتين الدفترية والمستندية، والدورة المحاسبية من خلال التركيز على معادلة الميزانية كأساس لتحليل وتسجيل وتبويب وتلخيص العمليات المالية، وتصحيح الأخطاء المحاسبية، التسويات الجردية بالتطبيق على الإيرادات والمصروفات. كذلك ومراعاة منا لمبدأ المرونة في تطبيقات النظم المحاسبية، حرصنا أيضاً على عرض تطبيقات هذه النظم في المنشآت التجارية التي تمسك سجلات محاسبية متعددة، كما خصصنا فصلاً لتزويد القارئ بخلفية مبسطة عن تطبيقات مفهوم القيمة الحالية للتدفقات النقدية في المجالات المحاسبية.
وإدراكاً للمشاكل التي قد يصادفها المبتدئون في تعلم المحاسبة، فقد راعى بقدر الإمكان، توفير البساطة والوضوح والتسلسل المنطقي في عرض الموضوعات التي يشملها الكتاب.