إن الألفاظ ذات الدلالة الاصطلاحية هي ميراث الأمم والحضارات الإنسانية؛ وهنا لا يمكن إنكار أن القاموس في أي فن من الفنون أو علم من العلوم – أصبح أداة شديدة التأثير في تلوين الفكر والمذهب والرؤية والهوية، ومن ثم تلوين الاتجاه الحضاري لمستخدم هذا القاموس بالفلسفة الحضارية لواضعيه، ومن هذا المنطلق كان لا بد من وجود القاموس العربي القادر على دفع سيطرة تغريب العقل العربي، وخاصة في ميدان العلوم الإنسانية التي تتمايز فيها الحضارات، ومن ثم تتمايز فيها مضامين الكثير من مصطلحات العلوم والفنون، وخصوصًا في الميدان الاقتصادي الذي عرفته المسيرة الحضارية لأمتنا العريقة؛ لكيلا ينعزل العقل الاقتصادي العربي عن تراثه الحضاري في هذا الميدان. وهنا تبرز الرسالة الفكرية والمهمة الحضارية لهذا القاموس الذي بين يديك.