يواجه عالمنا اليوم مشكلات عديدة بيئية واقتصادية وسياسية واجتماعية تضافرت أسباب كثيرة في وجودها، وليس المهم مناقشة أسباب هذه المشكلات وإنما هو تحديد أبعادها والبحث في حلول لها. ونتيجة للتغيرات السريعة في القرن العشرين لم يعد أثر هذه المشكلات يتوطن محلياً في مناطق وجودها بل يمتد لأقاليم جغرافية كان ينظر لها في الماضي باعتبارها بعيدة عن هذه التأثيرات، فالأحداث السياسية لها انعكاسات على الأحوال الاقتصادية، والأزمات المالية في دولة بأمريكا اللاتينية يمتد تأثيرها لدول أوربا وشرق آسيا، ويلعب التقدم في مسائل الاتصال دوراً مميزاً في سرعة وقوة التأثيرات المتبادلة.

وفي هذا الكتاب محاولة لإبقاء الضوء على ست مشكلات اقتصادية وسياسية معاصرة ثلاث منها عالمية الطابع هي الأزمة اليوغوسلافية ومشكلات شبه القارة الهندية وهما مشكلتان سياسيتان ثم واحدة اقتصادية تعرض لمشكلات انتشار الفقر بين دول العالم. أما المشكلات الثلاثة الأخرى فذات طابع إقليمى على مستوى العالم العربي وهي الأقليات العرقية العربية ومشكلات الحياة ثم الفجوة الغذائية. وقد عرض المؤلف للمشكلات من وجهة نظر جغرافية مختصرة ليتيح للطلاب فرصة الاستزادة حول أبعاد كل منها ونتائجها وعرض لوجهات نظر متباينة حول طبيعة كل مشكلة ومقترحات حلها.