رسالةٌ لطيفة، صغيرةُ الحجم، غزيرةُ العلم، في بعض أصولِ الحلالِ والحرام من المعاملات المالية، جادَتْ بها يراعةُ الإمام الحافظ شيخ الإسلام تقي الدين ابن تيمية رحمه اللَّـه تعالى، كتبها وهو بمصر في جواب¬¬ِ سؤالٍ رُفع إليه عن مدى صحة ما نُقل عن بعض الفقهاء أنه قال: ( أكلُ الحل متعذّرٌ لا يُمكنُ وجودُه في هذا الزمان ). فأجاب الشيخُ بهذه الرسالة وضمَّنَها أصولًا فقهية وقواعدَ مُهِمَّة في معرفة الحلال والحرام، وأوضَحَ مَأْتَى هذه الشبهة، وهي انتفاءُ وجود الحلال في ذلك الزمان، ثم ذَكَر دَفْعَها على ضوء تلك الأصول والقواعد، فجاءَتْ رسالةً نافعةً في بابها تَـهُمّ كلَّ باحثٍ فقيهٍ، فأحببت أن أنشرها لـحاجةِ الناس اليوم إلى معرفة ما يَـحِلُّ وما يَـحرُم من المال والمعاملات. وما أحوَجَ الناسَ اليوم إلى التفقه في الدين عامةً، وإلى معرفة فقهِ الأموال والمعاملات خاصة، فإنَّ الـحرامَ والمشتَـبَـهَ فيـه ( أي المشبوه باللغة العامية ) قد تفشَّى فيهم وانتشر بينهم.