وصف الكتاب
كانت مدينة صيدا، في القرنين السابع عشر والثامن عشر، مدار ازدهار تجاري مرموق، ليس في لبنان فحسب، وإنما في المشرق العربي كله، واتصالات صيدا بالغرب، وخصوصاً بفرنسة، كانت بمنزلة إرساء السمات المستقبلية لسياسة لبنان المنفتح على الغرب، والذي يرقى تاريخ أقدم الجاليات الأوربية فيه إلى عهد الصليبيين.
وهذا الكتاب بحث تاريخي عن ",تجارة صيدا مع الغرب: من منتصف القرن السابع عشر إلى أواخر القرن الثامن عشر", أعد الكتاب الباحث الدكتور أنطوان عبد النور في محاولة لإبراز السمات المتميزة لتجارة صيدا خلال الحقبة الآنفة الذكر، قدم فيه بإيجاز حول التفالاعت السياسية التي كان لها تأثيراً في مجرى تجارة هذا الثغر اللبناني، ثم عَرَضَ أهم التنظيمات القانونية المتعلقة بتجارة المدينة. ودرس النقود والموازين مُبيّناً ما كان لتعدّدها وتعقّدها في تلك الفترة من أثر بليغ في التجار، وما كانت تختص به صيدا من النقود والموازين. وأضاء على الطرق البرية والبحرية التي ربطت المدينة بالعالم، وأفرد مكاناً خاصاً في الكتاب للتجار الغربيين منهم والوطنيين. وتوسع، بعض الشيء، في الحديث عن حياة الجالية التجارية الإفرنجية في المدينة، والمجالات التي نشطت بها تجارة المدينة، وجهدَ في رسم صورة واقعية لتطور التبادل التجاري وتأرجحه بين الازدهار والكساد، وقام بتحليل البواعث التي أدت إلى انهيار تجارة صيدا في آخر القرن الثامن عشر، حين كانت تجارة المشرق آخذة في الازدهار. مرجحاً سبب هذا الانهيار، بأسباب عمران مدينة بيروت واحتلالها مكان صيدا في القرن التاسع عشر.