وصف الكتاب
يتابع هذا الكتاب دور الخيال في صنع التَّصوُّرات الدِّينيَّة والحياة اليوميَّة، ويستكشفَ الطَّريقة التي صارَ بها الخيال يشكِّل حقبه التأسيسيَّة؛ فيرصد الحكايات السَّرديَّة ذات الأبطال المتعدِّدين، ثمَّ كيف يتوحَّدُ هؤلاء الأبطال في بطلٍ واحدٍ، فتأتلف الحكايات الكثيرة في صنفٍ جديدة هو الملحمة، التي تكمن وظيفتها في صنع البطل الأسطوريِّ.
ويهتمُّ بمتابعة تشكُّل التَّفكير العقليِّ، بدءاً من حكماء إيونيا في تنظيم معرفتهم الحسِّيَّة، ومروراً بسقراط، الذي نقل مفهوم ",النَّفس", من الأسطورة إلى الأخلاق، واكتشف صنف ",الحوار",، الذي تخطَّى به الأصناف الأسطوريّة، وصولاً إلى أفلاطون، الذي نقلَ استعمال الإستعارات من المجال الحسِّيِّ إلى المجال العقليِّ، فتحدَّث عن معمارٍ عقليِّ، يزداد إرتفاعاً كلَّما إزداد تجرُّداً.
وإنتهاءً بدعوى أرسطو في التَّوصُّل إلى ",البنية المنطقيَّة للُّغة",، التي لا تتحقَّق إلا بنبذ عناصر الخيال التي تنتمي إلى الطَّور السِّحريِّ، وكان ينبغي ",للغة العلم الوصفيَّة", أن تتشبَّثَ بفكرة الموضوعيَّة، إذ رأى العلم أنَّ هذا المشروع لا يمكن أن يكتملَ إلاّ حينَ يتوصَّل إلى بناء أنساقِ يختبر فاعليَّتها على نحوٍ يقاوم الدَّحض والتَّزييف.
يجترح الكتاب منهجاً جديداً يندسُّ فيما بين الحقول والتَّخصُّصات، ليبحثَ في تخوم المعارف عن مكانةٍ يمارس فيها الحقل البلاغيُّ فاعليَّته في الأعماق الدلالية، بهدف التَّوصُّل إلى ",النَّموذج البلاغيّ", الذي يغذِّي تحوُّلات المعرفة، وهذا الحقل الجديد هو ",بلاغيَّة المعرفة",.
والجدير بالذكر أن هذا الكتاب قد فاز بجائزة الشيخ زايد للفنون والدراسات النقدية.