وصف الكتاب
منذ تم –رسميا- سك المصطلح السياسى ",السيدة الأولى", –لأول مرة- فى عهد الرئيس الأمريكى الراحل جورج واشنطون, وزوجات الرؤساء ورؤساء الوزراء اللاتي يحملن هذا اللقب قد أصبحن فى بؤرة الاهتمام, كما أزواجهن, بل فى بعض الأحيان يختطفن منهم الأضواء, لما يكون لبعضهن من تأثير كبير على مقاليد الأمور فى البلاد, وبدرجة تفوق ما للرئيس أو رئيس الوزراء نفسه.. ومن هنا يحلو للبعض أن يصف السيدات الأول بأنهن ",أنصاف زعماء", لاقتسامهن السلطة مع الأزواج الزعماء.
ومع ذلك, فواقع الحال يؤكد أنهن يكن فى بعض الأحوال الحكام الفعليين أو ",الزعماء", بعد أن تختطفن القرار السياسي من الزواج الذى يسلم لها كل صلاحياته, ويتحول إلى ",زوج الست", الذى لا حول له ولا قوة. وأحيانا تكون السيدة الأولى –كما سنرى فى هذا الكتاب- نعمة للزعماء السياسيين, تؤازره تشجعه, وتشاركه أعباء الحكم, ولكن دون ظهور يضعه فى حرج, وغالبا ما يكون دورها اجتماعيا أكثر منه سياسيا, وهذا الدور يزيد من أسهم الزعيم ويضفي عليه المزيد من الاحترام والحب. ولعل السيدة الأولى الراحلة فى الأرجنتين إيفا بيرون أصدق مثال على ذلك, لدرجة أن الشعب الذى أسماها ",أم الفقراء", اختارها لخلافة الرئيس الزوج خوان بيرون, عقب رحيله, لتتحول إلى رمز خالد فى حياة هذا الشعب إلى يومنا هذا.
ولم يكن غريبا أن تستلهم رئيسة الأرجنتين ",كريستينا كريشنر", تجربة ",إيفا بيرون", الناجحة, فتكون نعم ",السيدة الأولى", للرئيس السابق الزوج, وبعد انتهاء فترتى رئاسته, يختارها الشعب كرئيسة, انتظارا لعودة الرئيس كريشنر بعد ذلك, لأن الدستور لايسمح له أكثر من فترتى رئاسة متتاليتين. وأحيانا أخرى تكون السيدة الأولى نقمة أو لعنة على الزعماء حيث تنخرط فى سلوكيات أو تنحرف بالسلطة بعد انتزاعها منه, أو أن تغدق على نفسها وحاشيتها ثروات البلاد, بينما الشعب يتضور جوعا, فتشوه صورة الزوج, وتقلب عليه مواطنيه وتكون هى بتجاوزاتها مسمارا فى نعش حكمه. ولعل إميلدا ماركوس زوجة الرئيس الفلبيني الراحل فرديناندو ماركوس وإلينا تشاوشيسكو زوجة الرئيس التشيكى الراحل نيقولاي تشاوشيسكو من أسوأ النماذج التى سنطالعها فى هذا الكتاب ل ",السيدة الأولى", عندما تكون نقمة على الزعماء, فتكون بمثابة ",الشيطان", بالنسبة له, أو تكون ",ظل الشيطان", وشريكه.
وأحيانا كما سنرى فى هذا الكتاب تكون السيدة الأولى نهمة للمال والسلطة لدرجة تصل حتى إلى استعدادها لتقبل خيانات الزوج الرئيس أو رئيس الوزراء, وتقبل فضائحه, كما فعلت السيدة الأولى السابقة ووزيرة الخارجية الأمريكية الحالية ",هيلاري كلينتون",.. وأحيانا –للأسف- تستمر معه وتبادله الخيانة بالخيانة كما فعلت سيسيليا ساركوزي سيدة فرنسا الأولى قبل طلاقها من الرئيس ساركوزي. فى هذا الكتاب عشرات القصص لزوجات حملن لقب ",السيدة الأولى", فى الماضى والحاضر.. قصص مثيرة لا تخلو من مآس وفضائح ودروس وعبر.