أخذت مصر منذ مستهل النصف الثاني من القرن الرابع الهجري (العاشر الميلادي) تحتل مكانًا مرموقًا بين دول العالم الإسلامي. فقد أصبحت مركز الخلافة الفاطمية التي تنافس العباسيين على زعامة العالم الإسلامي. حيث امتد نفوذ الفاطميين إلى بلاد الشام والحجاز واليمن. ولكن لم يتح لهم البقاء طويلًا في بغداد لظهور قوة السلاجقة التي ناصبت الفاطميين العداء. وتصارع الطرفان على بلاد الشام, مما أدى إلى عدم استقرار هذه البلاد, حتى سقطت في يد الصليبيين أواخر القرن الخامس الهجري (الحادي عشر الميلادي).

وقد اتصف العصر الفاطمي في مصر بالازدهار والرخاء الذي عم معظم ميادين الحياة الاقتصادية والعسكرية والاجتماعية والثقافية. وهو العصر الذي نتناوله في هذا الكتاب مبينين نشأة الدولة الفاطمية وسياستها الداخلية, وأيضًا الخارجية.