بدأت بتدريس الإحصاء الاقتصادي منذ أواسط الستينات وقد شمل حينئذ مواضيع متعددة كالإحصاء السكاني والإحصاء الزراعي والإحصاء الصناعي والإحصاء التجاري. وعلى سنة التطور فقد تنامى كل موضوع من تلك المواضيع وتوسع وصار كتابا مستقلا، نشر بعضها أكثر من مرة. فالإحصاء السكاني نشر في عام 1969 وجرى توسيعه وتنقيحه وأعيد نشره بعد 6 سنوات أي في عام 1975. والإحصاء الصناعي نشر في سنة 1971 وجرى توسيعه وتنقيحه وإعادة نشره بعد 6 سنوات أيضا، أي في عام 1977. والإحصاء الزراعي نشر في عام 1973، ورغم أنه قد خضع للتوسيع والتنقيح إلا إنه لم يقدر له إعادة النشر، وبقي ينتظر الفرصة المؤاتية التي قد تأتى بها الأيام. وأما الإحصاء التجاري، فإنه اسوة باخوتة قد نما وكبر وصار كتاباً (شاباً) في عام 1972، إلا أنه رضي بنصيبه نسخة مخطوطة تقبع على أحد رفوف مكتبتي المتواضعة منذ العام المذكور. ورغم ذلك فقد طالته يد التغيير والتطوير، فقد خضع للتوسيع مرات أكثر بسبب غياب صعوبات الطبع والنشر . ففي أواسط السبعينات كانت أولى محاولات تنقيحه وتوسيعه. وفي عام 1985 كانت المحاولة الثانية، حيث كان التغيير جذرياً وكبيراً عندما بدأت بتدريسه لطلبة الدراسات العليا وكان آخرها في عام 1991 عندما استكمل شروط نموه ونضجه، فصار أضعاف طوره السابق حجماً ومادة ولا يجد ضيراً بعد الآن أن يصطف إلى جانب أخوته الذين سبقوه، ويملأ مكاناً في المكتبة العربية بقي فارغاً حتى الآن، وإن كانت قد سبقته إليها مباحث صغيرة في كتب الإحصاء الاقتصادي، تم نشرها من قبل. ولا يعني كل ذلك أن (إحصاء التجارة الداخلية والخارجية)، وهذا هو الاسم الذي يريد أن يخرج به إلى الناس قد بلغ حدود الكمال والنضج التام، فتلك مسألة لا يمكن أن يدعيها كاتب لمؤلفاته، مهما كانت عزيزة عليه، ومهما بذل في تأليفها من جهد، ولكن يمكن القول أنه الآن أكثر نضجاً من بعض أخوته عندما خرج إلى النور لأول مرة. ثم قدر له أن يخضع مرة أخرى لنظرة فاحصة ناقدة، ويطاله التنقيح والتعديل وإعادة التبويب في العام الدراسي 96 / 1997، ويثرى قليلا، من حيث الشكل والمضمون. إن التأخير في نشر كتاب الإحصاء التجاري كان ذا فائدة في تطويره ونضجه فقد تيسر لي خلال ذلك الاطلاع على جانب مما نشرته الدائرة الإحصائية في الأمم المتحدة، في هذا المجال، وعلى كتاب قيم رغم قدمه كتبه الأستاذ (ألن) ومجموعة من الخبراء ممن عملوا في المؤسسات الإحصائية الوطنية والدولية ذات العلاقة ولا يزال فيه الكثير مما يفيد. هذا إضافة إلى مجموعة قيمة من المصادر الروسية. وقبل ذلك المصادر العربية التي تضم بعض التجارب في هذا الاختصاص.",