وصف الكتاب
اشتمل كتاب ",الأثمار الجنيّة في أسماء الحنفية", هذا على مجموعة كبيرة من الأعلام المشهورين والعلماء المتميزين من أعيان المذهب الحنفي ومتقنيه من الفقهاء، والقضاة، والمحدثين، والمؤرخين، والمفسرين، والقراء، والشهود العدول، والأدباء، والشعراء، والتجار، والسلاطين، والأمراء وغيرهم من أصحاب بالحرف والمهن، وكل من كانت له عناية أو إرتباط بالمذهب الحنفي، وهذه الشريحة الواسعة من الأعيان امتدت طويلاً فشملت مساحة زمنية طويلة بدأت من القرن الثاني الهجري حتى القرن الثامن الهجري، ومساحة مكانية واسعة شملت بلدان العالم الإسلامي شرقاً وغرباً.
لذلك من الملاحظ أن المادة العلمية الموجودة في كل ترجمة تختلف عن الأخرى حسب طبيعة المترجم ومكانته العلمية، وبما توافر للشيخ علي القاري من مصادر كافية للنقل منها، لذا هناك بعض التراجم بالغة الطول إذا ما قيست بغيرها من التراجم القصيرة الأخرى التي لا تتضمن سوى معلومات يسيرة عن المترجم لا تتعدى اسمه، وذكر مؤلَّفٍ له أو أكثر، على أن السمة العامة لتراجم هذا الكتاب هي الإيجاز قياساً على كتب التراجم الرجال الأخرى، ولعل الشيخ علي القاري قصد من ذلك العناية الخاصة بتراجم أعيان المذهب الحنفي وتعريف القرّاء بهم، من غير تفصيل كبير في الأمور ذات العلاقة بالترجمة.
وقد اتبع المؤلف في برامجه هذه المنهج التالي: 1-اسم المترجم، نسبه، ولقبه، وكنيته، 2-دراسة المترجم على الشيوخ، ورحلاته العلمية، وذكر مسموعاته، وروايا، 3-مكانته العلمية، وتلاميذه، ومؤلفاته، وآراؤه الفقهية، 4-وظائفه الإدارية والقضائية، 5-تدريسه في المساجد أو المدارس، وتحديثه وشعره، 6-تاريخ الولادة والوفاة، ومكان الوفاة والدقن، وقد تتوافر هذه العناصر جميعاً في الترجمة، ولا سيما في تراجم المبرزين من أعيان المذهب الحنفي، وقد لا يتوافر إلا القليل منها، وقد تتقدم هذه العناصر بعضها على بعض من ترجمة إلى أخرى حسب طبيعة المترجم، ورغبة المؤلف الشيخ علي القاري إلى ذلك.
وإلى ذلك، فإن كتاب الشيخ علي القاري هذا ",الأثمار الجنية في طبقات الحنفية", والمعروف إختصاراً بــ ",طبقات القارئ",، من الكتب المؤلفة في تراجم أعيان الحنفية وعلمائها المتميزين، وهو بلا شك، كما ذكر الشيخ علي القاري - مختصر لكتاب ",الجواهر المضيئة في طبقات الحنفية", لأبي الوفاء القرشي (ت 775هـ - 1373م)، الذي عززه الشيخ القاري بكثير من المعلومات النافعة والفوائد المفيدة، تعليقاً وإستدراكاً على ما فات صاحب ",الجواهر المضيئة",، وهو بذلك يكون من الكتب المشهورة في تراجم العلماء الحنفية، ولا سيما عند المتأخرين من الدارسين والباحثين، ومما زاد في أهمية الكتاب وأثره في كتاب التراجم المتأخرة أن أطلع عليه العلامة أبو الحسنات محمد الكنوي الهندي (ت 1304هـ / 1886م) الذي وضع كتابه ",الفوائد البهية في تراجم الحنفية", فاعتمد عليه وجعله من جمله مصادر كتابه، وكان يشير إليه بصراحة بقوله ",طبقات القاري", أو ",قال القاري", أو ",ذكر القاري",.
ونظراً لأهمية هذا الكتاب فقد اعتمد الباحث مخطوطه أطروحة لرسالته في نيل درجة الماجستير، وقد اتبع المنهج التالي في التحقيق: 1-نسخ المخطوط، وتنظيم النص بما يفيد إظهار معانيه وبيان النقول، 2-تصحيح الأخطاء الإملائية والنحوية، ووضع الهمزات والنقاط...، 3-تخريج كل ترجمة وردت في النص الأصلي وإحالتها إلى عدد من المصادر، وترتيب المصادر حسب تسلسلها الزمني، والتعريف لجميع الأعلام الذين وردت أسماؤهم، 4-تخريج الأحاديث الشريفة من الكتب الحديثة المعتمدة في التخريج، 5-التعريف بالأماكن والمدن والمساجد التي وردت في النص الأصلي، 6-بيان ما ورد في الكتاب من الكتب القيمة في مختلف الإختصاصات، وبيان المطبوعة منها أو المفقودة، 7-تدقيق الروايات التي وردت في ترجمة الفقهاء بالرجوع إلى الكتب التاريخية المعنية في هذا الشأن، 8-وضع أرقام المخطوطة داخل النص بين قوسين تسهيلاً لمن أراد الرجوع إلى المخطوطة، 9-الحاق صوراً من الصفحات الأولى والأخيرة للنسخة الخطية المعتمدة في التحقيق وذلك في مقدمة الكتاب وإعطاء لمحة تاريخية وسياسية عن العصر الذي عاش فيه الشيخ علي القاري مؤلف الكتاب.