من أهم وأبرز ما يتميز به الدين الإسلامي اتصافه بالشمولية، ومعالجته لجميع نواحي الحياة ومفرداتها، سواء ما يتعلق بالجوانب التعبدية والروحية، أو ما يتعلق بالجوانب المادية والتعاملات. ولقد اهتم الشارع بالأمور المالية والاقتصادية اهتمامًا بالغًا، واعتنى بتفصيلاتها وجزئياتها، فلا تكاد تجد مسألة من مسائل المال والأعمال إلا ووجدت فيها حكمًا شرعيًّا إما بنص أو اجتهاد. ويعتبر الاقتصاد الإسلامي هو صيحة استثمارية في هذا العصر، فبعد فشل الأنظمة الرأسمالية والاشتراكية في تحقيق مكاسب متكاملة على الصعيد الشخصي والاجتماعي وحتى السياسي، برز النظام الإسلامي كبديل كفؤ وحقيقي ذي قاعدة وأساس استثماري متين. وللاقتصاد الإسلامي نوافذ عديدة، أهمها العمل المصرفي والبنكي الذي يعتبر من أهم القطاعات الاقتصادية والخدمية داخل الدولة وخارجها، فهو بمثابة جيب مالي لدول العالم أجمع. والاستثمار في بيئة مصرفية إسلامية يتميز بالشفافية والعمل الشرعي المباح الخالي من دناسات الربا وما شاكله من المحرمات التي نبذها الشرع الحنيف في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة. وهذا الكتاب يلقي الضوء على صيغ الاستثمار الإسلامي بشكل عملي وواقعي؛ لكي يتعرف المسلم على ماهيته وأسس العمل فيه وتكييفاته الفقهية.