وصف الكتاب
اكتسح كتاب الاستثمار في الأسهم على طريقة وورن بفت، الأمصار كالإعصار حين نشره روبيرت هاغستروم أول مرة عام 1994، وتم حتى تاريخه بيع مليون ومائتا ألف نسخة منه، وشاع بين الناس شاهداً على دقة التحاليل وقيمة النصائح التي احتواها بين دفتيه.
وفي الحديث عن وورن بفت تطغى الأرقام بمنتهى السهولة على كل شيء بمقاديرها فقط، وحين يتطلع بقية المستثمرين إلى المئات وربما الآلاف، تترسخ قدماه عند الملايين والمليارات من الدولارات. لكن ذلك لا يعني أن وفاضه خال مما يمكن أن يعلمنا أياه، بل على العكس من ذلك تماماً، إذ لا نستطيع صياغة القرار الذي نتخذه إلا إذا نظرنا فيما فعل وأنجز، واستطعنا أن ندرك الأمور الفكرية الكامنة وراء أفعاله.
تلك هي المساهمة العميقة لكتاب روبيرت الذي أمعن النظر خلاله بأفعال وورن بفت وكلماته وقراراته على امتداد عدد من السنين، ثم انطلق في تحليلها بحثاً عن الخيوط المشتركة فيما بينها، فبسطها في اثني عشر مذهباً، صاغها في مبادئ لازمنية، قادت فلسفة بفت الاستثمارية في كل الظروف وفي جميع الأسواق، وهي ذات السبيل التي بمقدورها أن تأخذ بيد كل مستثمر.
إن القيمة المستدامة لكتاب روبيرت تكمن في هذا التركيز الدقيق رغم أنه يتحدث عن تقنيات الاستثمار، ولكنه في جوهره يبحث في مبادئ الاستثمار، والمبادئ ثابتة لا تتغير، وكأني أستمع إلى وورن يقول وهو يخفي كلامه وراء ابتسامته الساخرة ", ذلك هو السبب الذي يدعوهم لتسميتها مبادئ",.
إن كتاب الاستثمار على طريقة وورن بفت يصف أمراً يمثل في صميمه أسلوباً سهل المنال، إذ ليس المطلوب أن يتعلم المرء برامج جحاسوبية، أو يفك طلاسم كتب سميكة في الاستثمار، وهذا الكتاب سعينك على تحقيق عوائد استثمارية مربحة سواء كنت على درجة من الملاءة المالية تمكنك من شراء 10% من شركة ما، أو مئة من أسهمها ولا غير.
لا تحكم على نفسك مقارنة بوورن بفت، لأن العقود الخمسة التي قضاها من عمره في تملك الأعمال والاستثمار في الوقت ذاته، تجعل من تقليدك لعوائده الاستثمارية التاريخية أمراً غير محتمل، وعليك بدلاً من ذلك مقارنة النتائج الراهنة التي تحققها مع مجموعتك المناظرة، سواء ضمت صناديق استثمار مشتركة تدار بشكل فعال، أو صندوقاً استثمارياً مرتبطاً بمؤشر لسعر الأسهم، أو سوقاً عريضة ترد إليها أوامر الشراء والبيع بشكل يحقق استقرار أسعار الأوراق المالية المتداولة فيها بشكل عام.