وصف الكتاب
اشتهر أهل البصرة من قديم بالتطوح في الآفاق والترامي على الأسفار البعيدة، والضرب في مناكب الأرض طلباً للرزق والتماساً للثراء، مما جعل الجاحظ يصرح: ",بأنه ليس في الأرض بلدة واسطة ولا بادية شاسعة ولا طرف من أطراف الدنيا إلا وأنت واجد في البصري والمدني",.
وقد أفادنا الجاحظ بكل حذق وتدقيق في هذه الرسالة التي جاءت على صفحات هذا الكتاب عن الأحجار الكريمة والأعلاق النفيسة والطرائق الثمنية والرياش الغالية، وعن ماهيتها وأثمانها في عصره، على أنه لم يكتف بمجرد ذكر المتاجر ومصادرها بل زاد في البيان فنبّه على المعمول من الجواهر واليواقيت والمغشوش من العطور والعقاقير، وفرّق بين العالي منها والمتوسط والرديء، فأضاف إلى الخبرة التفنن وإلى المعرفة التبصر، وهو عين موضوع كتابه ",التبصر بالتجارة", الذي نقلب صفحاته.