لعل من أصعب الازمات التي تعاني منها الامة اليوم، هي غياب العقل المنهجي، او التفكير الناهج، اي الواضح والبين والمستقيم. فاعادة تشكيل العقل المسيم التي ننادي بها اليوم انما هي اعادة النهج لهمن جديد، اي اقامته على نظام واضح مستقيم واستنهاج الفكر لدى الانسان على العموم يعني قدرته على التفكير الواضح والمنظم. ان الارتجال والتلقائية غير الواعية في معالجة شؤون الحياة دليل قاطع على غياب الممارسة المنهجية، فاقدامك على الشيء وانت لا تعلم - قبل الاقدام عليه- لماذا تقدم علية، ولا كيف، ولا انت تكلف نفسك البحث لمعرفة ذلك، انما هو نوع من تأخير البيان عن وقت الحاجة، كما يقول علماء الاصول. والدخول في عمل من غير تبين وبيان، هو عين الفوضى التي تلغي كل مقومات المنهج فيه.