وصف الكتاب
في كتابه ",تحولات النظام في الجملة العربية", يدرس أ.د. هاني صبري آل يونس نظام الجملة في مجاميع الشعر العراقي، بما تهيأ له من استطلاعات مهمة على أداء هذه الجملة في العربية، وبما توفر من إمكانات تحليلية تعين كثيراً في الوقوف على شتى الأنماط التركيبية التي سادت انتظام هذه الجملة. لذلك كله اختار المؤلف في البداية إلى دراسة افكار النحاة ومواضعاتهم في الجملة وعلاقتها بغيرها من مكوّنات التعبير كالكلام، والكلم، والقول، والخطاب، وغيرها، ثم عرض في سياق ذلك الأفكار الخاصة بالكلام المفيد وما يعقب ذلك من تصورات يتعلق بعضها بالفائدة أو التمام، أو ما يتعلق منها بالتوجه أو القصد، ثم عرج على دراسة مفهوم الجملة على وفق العلاقة الأفقية التي تذهب إلى عد الكلام المفيد كلاماً واقعياً .. ويما أن البحث قائمٌ على نظام الجملة، خصص المؤلف فصلاً من فصوله للحديث عن النظام، متتبعاً المفهوم، منطلقاً وتأسيساً. ثم اردف الحديث بسلسلة من الموازنات والمواضعات التي أقرها عبد القاهر الجرجاني في العلاقة بين النظام والنظم، ثم دراسة بعض الظواهر والقوانين التي تحدد تحولات هذا النظام، وما يحيطه من ملابسات كلامية أو ظروف قولية، تغير وجهة التعبير فيه.
أما القسم الثاني من الكتاب، فقد كان توصيفاً لأنماط النظام في مركبات الشعر العراقي الحديث، وذلك من خلال قوانين معيارية استنبطها المؤلف بالمعاينة الدقيقة لتحليلات النص الشعري ومستوياته مستهدياً كما يقول بأفكار العلامة النحوي (إبن يعيش) في العنصر المحول، والعنصر الخبري. فبرأيه ",إن انتقال العنصر المحول على صعيد السلسلة الأفقية، يثير تراكيب مهمة تختلف باختلاف مواضع هذه المحولات وانتقالاتها (...) وبعض هذه الأنماط قد تستدعي محولين أو أكثر في حيز الكلام الخبري، بغية التعبير عن معنى مقصود يتطلبه السياق التأليفي الخاص ...",. وبذلك يمكن القول أن هذه القوانين التي درسها المؤلف على امتداد الكتاب والقائمة على وفق العلاقة التأليفية والنظمية بين العنصر المحول والعنصر الخبري أقل ما يقال فيه أنه يسعى إلى تمثل أركان الدرس النحوي العربي من خلال خدمته لهذا الدرس عن طريق تجديده أو إحياء بعض أفكاره في الوظائف والأدوات.