يعتبر علم النفس الإعلامي من المجالات البيئية التي استحوذت على اهتمام الباحثين الإعلاميين منذ البدايات الأولى للدراسات الإعلامية وحتى الآن وتمثل أعمال كارل هوفلاند وبول لازرسفيلد وكورت ليفين، في الثلاثينيات والأربعينيات من القرن العشرين، الأساس لهذا العلم، ونقطة الانطلاق الأولى له.
وعلى الرغم من كثرة المؤلفات الغربية عن علم النفس الإعلامي، وثراء المكتبة الغربية، لاسيما الأمريكية، بعديد من الكتب المهمة، فإن المكتبة الإعلامية العربية تكاد تخلو من أي مؤلف علمي جاد، في هذا المجال، يزاوج بين الرؤية النظرية بقضاياها وأطروحاتها المختلفة، والتطبيق العملي بمشاكله وتبايناته المتعددة.
وهذا الكتاب، الذي بين يدي القارئ، يحوي تعريفاً بهذا العلم، وتوصيفاً لأهم مجالاته، وتصنيفاً لموضوعات الدراسة فيه، إضافة إلى ذلك. فهو يقدم نماذج تطبيقية لدراسات إعلامية تتخذ من علم النفس أساساً لها، أو دراسات نفسية تتخذ الإعلام مجالاً لها. وهو بهذا، كتاب لا غنى عنه لكل دارس للظاهرة الإعلامية وتأثيراتها، ولكل ممارس يريد أن يحقق أهدافه وغاياته، ولهما معاً في سعيهما نحو فهم أفضل لسلوكيات الفرد.