وصف الكتاب
تعتبر الانتخابات الركيزة الأساسية فى عملية البناء الديمقراطي ولكنها ليست كافية إذ يتطلب إجراؤها ضمان العديد من الحريات الأساسية، حيث أشار الأمين العام للأمم المتحدة إلى أن ",الانتخابات", بحد ذاتها لا تشكل الديمقراطية، فهى ليست غاية بل خطوة لا ريب فى أنها هامة وكثيراً ما تكون أساسية على الطريق المؤدية إلى إضفاء الطابع الديمقراطي على المجتمعات، ونيل الحق فى مشاركة المواطن فى حكم البلاد على النحو المعلن فى الصكوك والقوانين الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان. وسيكون من المؤسف خلط الغاية بالوسيلة وتناسي الحقيقة القائلة بـأن معنى كلمة الديمقراطية يتجاوز مجرد الإدلاء دورياً بالأصوات ليشمل كل جوانب عملية مشاركة المواطنين فى الحياة السياسية لبلدهم. وتعد الحملات الانتخابية الناجحة البداية الحقيقة لتحقيق الفوز فى الانتخابات، والحملة الانتخابية الناجحة هى التى تستفيد من كل الظروف وفي إطار الوقت المحدد لاستهداف الناخبين وتقوم بتطوير رسالة مقنعة، وإتباع العمل وفق خطة معقولة للوصول إلى الناخب. لم تعد الحملات الانتخابية مجرد احتفالات جماهيرية أو عرض يافطات أو لافتات وإقامة الكرنفالات بالشوارع والميادين، أصبحت علماً وفناً له أساليبه ووسائله وأخلاقياته. ولا شك أن الأمر يحتاج لفهم أفضل الأسس التي يقوم عليها التخطيط العلمي للحملات الانتخابية لضمان الفوز في الإنتخابات وعلى دعم أسس المشاركة الواعية لجميع المواطنين. لقد تدخلت أنشطة كثيرة في إدارة العملية الانتخابية أو الدعاية لها، وقد أضفى تدخل الفنون المختلفة وبأكثر من وسيلة ومجال في إضفاء الطابع الابتكاري والجمالي والتشويقي في عرض الدعاية الانتخابية التي تحث المواطن للذهاب إلى صندوق الاقتراع والإدلاء بصوته. ويلعب الفن دوراً هاماً في إدارة الانتخابات، حيث تستخدم الكثير من الأفكار بشأن توظيف الفن في الدعاية الانتخابية وتوظيف الدراما فى الدعاية الانتخابية العامة إذا كانت هادفة، سواء كان الفكرة مباشرة أو يستخدم فيها بعض التورية. لقد أصبح العمل بالدعاية أو الأصح علمياً (الحملة الانتخابية) علماً جديداً فتح الباب لبلورة الخطاب الدعائي الانتخابي، وقد أسس حقول من النماذج والنظريات التي ترعاها ميادين علم النفس الاجتماعي، وفنون السياسية والإعلام والقانون. ونظراً لما يتمتع به الإعلام الغربي من حرية التعبير والنقد، فقد تمتعت الحملات الانتخابية بممارسات وثقافات متطورة، تم على إثرها صياغة واستنتاج أحدث وأهم فرضيات التأثير الجماهيري. ونقدم هذا الكتاب إلى المكتبة العربية، كمحاولة للمساهمة في دعم الجهود التي تبذلها المنظمات الحكومية وغير الحكومية لتطوير الأداء الانتخابي لكل الأطراف ذات الصلة.