يعتبر الإتصال من أبرز العوامل التي أنشأت علاقات اجتماعية بين الأفراد وأن الحاجة إليه جعلته يمر بعدة مراحل نحو التطور المستمر مكنت هؤلاء الأفراد من تنظيم و تنسيق الأعمال و النشاطات فيما بينهم من خلال تبادل معلومات وأفكار والتي تكون أولاً وأخيراً مضمون الاتصال. و في هذا الإطار ومن أجل التأثير على عادات و سلوك مختلف الفئات المستهدفة تلجأ الشركة إلى اعتماد هذا التفاعل و تبادل المعلومات و الأفكار مع هؤلاء باستعمال وسائل محددة لغرض تحقيق أهدافها المرجوة وفقاً لطبيعة كل فئة.
إن الحاجة إلى تحديد هذا المفهوم ألا وهو الإتصال شيء ضروري للمؤسسة ولمعالجته ارتأينا أن نتعرض إلى مختلف المفاهيم المتعلقة به ومن ثم التعرض إلى الإتصال التسويقي كجزء من هذا الإتصال و كمفهوم يعتمد على تبليغ معلومة أو فكرة إلى الطرف الآخر. وفي الأخير نتطرق إلى المراحل التي يمر بها الإتصال التسويقي وعناصره الضرورية.
يمثل الترويج ذلك الجزء من الاتصالات الذي يهدف إلى إعلام وإقناع وتذكرة المستهلك بالسلعة أو الخدمة التي تنتجها الشركة والتأثير عليه لقبولها واستخدامها. فالترويج هو أداة الاتصالات التسويقية للمنظمة لأنه يتكون من عدة أنشطة لها طبيعة اتصالية ممثلة في المزيج الترويجي هي ( الإعلان، البيع الشخصي، تنشيط المبيعات، النشر )، إلا أنه يجب عدم إغفال دور المزيج التسويقي ( استراتيجية المنتج، استراتيجية التسعير، استراتيجية التوزيع ) فكل استراتيجية فرعية منه تؤدي مهمة اتصالية معينة وتعطى معنى معيناً ممثلاً في مجموعة المنافع التي سيحصل عليها المستهلك. كما تعتبر الإتصالات التسويقية هي أحد عناصر المزيج التسويقي وهي الوظيفة التسويقية المتعلقة بالاخبار والإقناع والتأثير على القرار الشرائي للزبون وتعتبر جزءاً مكملاً للنظم الاجتماعية والاقتصادية بأي مجتمع كان .
هذا الكتاب يعتبر الأول من نوعه باللغة العربية، حيث يتنأول بالعرض والتحليل والاستقراء والنمذجة موضوع الإتصالات بشكل عام والإتصالات التسويقية بشكل خاص. ومما يضفي على الكتاب صفة الفرادة أنه استراتيجي وتحليلي وتطبيقي في طروحاته، حيث يناقش مواضيع ذات صلة مباشرة بتكنولوجيا المعلومات والإتصالات ودورها في تنوير وتسريع نماذج الأعمال التقليدية، وابتكار نماذج أعمال مبنية تماماً على تقنيات العصر، مثل الإنترنت والأجهزة المحمولة، السلكية منها واللاسلكية، مع مسمياتها وتطبيقاتها.
وسيلاحظ القارئ اهتمام المؤلف بتوضيح أبرز وأحدث التطورات الحاصلة في مضمار تقنيات المعلومات والإتصالات، ودور هذه التقنيات في صياغة استراتيجيات إتصال تسويقية فاعلة، وكيف أنّ منظمات الأعمال باتت تستخدم هذه التقنيات ميدانياً لتحقيق أهدافها المنشودة. إنه بالفعل كتاب يتميز بالفرادة، ويستوعب وعاء الإتصالات التسويقية المبتكرة. والأمل أن يوفر الكتاب للقارئ وللدارسين والباحثين في مجاله، ينبوعاً من المعرفة المتخصصة، وللممارسين حقلاً يمكن الاعتماد عليه في صياغة استراتيجيات فعّالة في عصر الاقتصاد الرقمي واقتصاد المعرفة.
لقد جاء هذا الكتاب بفصوله كخارطة طريق للاتصالات التسويقية، هادفاً إلى توضيح الدور الهام والحيوي وتسليط الضوء على المفاهيم الأساسية والأطر الفكرية والوظائف الرئيسية لها في محاولة جادة لبناء هيكل متناسق متكامل يمكن الباحثين وأصحاب الاختصاص من الإلمام بمحتوى هذا الموضوع العلمي والفكري المعاصر لكونه المرتكز الأساسي لكفاءة وفعالية الأداء في شركات الأعمال كافة صغيرة أو كبيرة، وطنية أو عالمية، هادفة للربح أو غير هادفة له، وذلك تحقيقاً للنجاح والازدهار وضماناً للبقاء والاستمرار وبناءً للميزة التنافسية والسمعة والشهرة ووصولاً للقيادة والريادة في السوق. وتجسيداً لهذه الأهداف ولان هذا الكتاب لا يشكل وسيلة فحسب بل ابعد من ذلك بكثير جداً فهو منهج تطبيقي متكامل للاتصالات التسويقية فقد جاءت هيكلية الكتاب مكونة من أحدى عشر فصلاً حيث تناول الفصل الأول مدخل إلى الإتصالات بينما حمل الفصل الثاني الإتصالات التسويقية الأسس والمفاهيم وناقش الفصل الثالث الترويج وعملية الإتصالات بينما طرح الفصل الرابع الإتصالات التسويقية المتكاملة والفصل الخامس الذي حمل عنوان الإتصالات التسويقية وسلوك المستهلك وأخلاقيات المهنة والمسؤولية الإجتماعية والفصل السادس البيع الشخصي وناقش الفصل السابع الإعلان والفصل الثامن تنشيط المبيعات والفصل التاسع موضوع العلاقات العامة والفصل العاشر عنوان النشر التجاري والفصل الحادي عشر بعنوان التسويق المباشر .