وصف الكتاب
الإدارة دوماً هي إدارة للموارد وتركيز لها، لتحقيق أهداف إنتاجية وتسويقية تساهم في تطور المؤسسة واستمرارها. ومن ناحية اقتصادية لا يمكن لأي مشروع منتج أو خدمي أن يستمر أو يزدهر دون حساب التكاليف وهوامش الربح، من هنا يمكننا القول: إنه لا يمكن أن تدار شركة دون المحاسبة وإدارة محاسبة التكاليف، وخصوصاً في هذا العصر سريع التغير، وشديد التنافس، والذي تصبح فيه التكاليف تكاليف متغيرة ومتداخلة في كل يوم، وتتطلب معادلات وطرقاً حسابية قادرة على حماية الشركة من الخسارة، وتساعدها في التوفير والحساب الدقيق للتكلفة لتحقق خيارات اقتصادية وإدارية، وسرعة في اتخاذ القرار تساهم في النجاح.
كثير من الشركات تضع هامشاً كبيراً في حساب التكاليف، وهذا الهامش الكبير للربح يحميها من الخسارة حيناً، ولكنه يعرضها لضعف المنافسة، وضعف آليات تحديد الأسعار، فعندما تريد المنافسة لا تستطيع أن تتأكد من حقيقة هذه التكاليف مما يضعف من قدرتها على المنافسة في التكلفة والتسعير. فالمحاسبة أهم أركان العمل التجاري والاقتصادي، وتعبر عن التحكم بعامل السعر الذي يعد اليوم عاملاً متغيراً وصعب الحساب دون طرق علمية، واستخدام واسع لتكنولوجيا المعلومات التي تساعدنا في التحكم في البدائل ودراسة تكلفتها.
يطرح هذا الكتاب طرقاً عديدة علمية لحساب التكاليف مثل: التكلفة الثابتة والتكلفة المتغيرة، والتكلفة الحدية، وتكلفة الفرصة الضائعة، وهناك تكاليف تتعلق بزمن إنتاج الوحدة وحساب تكاليف النسب التالفة وغيرها، إضافة إلى ما يتعلق بحسابات التخزين والشراء بأسعار مختلفة، وهنا يدخل عالم دراسة البدائل سواء أكان من خلال شراء مواد أولية مختلفة، أم شراء آلات جديدة أكثر إنتاجية، أم تحديد عمر الاستغناء عن التجهيزات المستهلكة، وغير ذلك من عوامل التكلفة التي تتعلق بزمن الشراء وتوقعات السوق بكل تداخلاته.
ومن أهم الفصول في هذا المرجع دراسة مؤشرات تقييم الأداء بحيث تربط حساب التكاليف بمؤشرات كفاءة استخدام المواد الأولية، وكذلك كفاءة الإنتاجية، وكفاءة استخدام الآلات، وتخفيض مستوى استهلاكها، وكذلك كفاءة النشاط الإداري الإنتاجي والتسويقي وحتى التدريبي الذي يرفع أداء العاملين ويحمي من هدر الوقت في الإصلاح أو ضعف الإنتاج أو غير ذلك من عناصر رفع التكلفة التي تعتبر عدو أي إدارة وتخفيض التكلفة دون إساءة إلى الجودة، أو تقصير تجاه العاملين هو الهاجس الأساسي لكل إدارة مشروع خدمي أو إنتاجي.
كما يطرح هذا الكتاب موضوعاً هو تكلفة المراقبة والوقاية والدراسات وتحديد الطرق الأفضل للمراقبة بفاعلية بأقل تكلفة، مع دخوله في مجال هام هو تكلفة الجودة أنظمة الجودة، وهو يطرح أهمية اعتماد أنظمة لمراقبة الجودة الداخلية والخارجية بشكل فعال ينقص العيوب، ويقلل الهدر دون رفع التكاليف.
هذا الكتاب يبين أهمية محاسبة التكاليف أمام تحديات العولمة, وفي ظل النظام الحر للتجارة العالمية, لتأخذ دورها في مساعدة الشركات لاتخاذ القرارات اللازمة لمواجهة المنافسة العالمية, وهذا ما شجع لنشر هذا الكتاب عن محاسبة التكاليف وتطبيقاتها في إدارة الشركات, وهو ثمرة أربعين عاما في التدريس وممارسة العمل في مجال الاختصاص, حيث يمكن للطلاب إغناء معلوماتهم بما يحويه هذا الكتاب من منهجيات نظرية, و أمثلة تطبيقية في مجال محاسبة التكاليف, ويساعد الشركات في تحديد تكاليف أنشطتها الصناعية والخدمية بشكل تحليلي وإحصائي, من خلال شرح نظريات التكاليف وكيفية تنظيم مختلف الجداول من أجل تحديد تكاليف الأنشطة المختلفة وتكاليف المنتجات والخدمات. إن بيان مختلف الطرق التي تتلاءم مع الطبيعة الخاصة لكل شركة تسمح للشركات باختيار ما يناسبها و يساعدها على رسم سياسيات الإنتاج والتسويق, وتحديد اسعار البيع, وتقييم أداء الفروع والأقسام لديها. ويركز الكتاب على إظهار أصناف تكاليف الجودة المختافة, بهدف تخفيض النفقات التي لا تساهم في القيمة المضافة, وهذا ما يؤدي إلى رفع الإنتاجية, وزيادة الأرباح, وتحسين الجودة بتفادي الأخطاء وبالتالي الاستمرار في الحياة والنجاح في مجابهة المنافسة الداخلية والخارجية. وهذا الكتاب أداة مساعدة للشركات في وضع أنظمة محاسبة لتكاليف فعالة ومبسطة لكل منها, لضمان نجاحها واستمرارها. وهو مصدر مفيد للطلاب في مجال محاسبة التكاليف, ويأخذ بأيديهم إلى دراسة علمية تطبيقية تعزز معلوماتهم, وترفع من مهاراتهم.