إن الاهتمام بالتنمية والتحدث في دول العالم الثالث تتطلب معرفة واسعة بالأساليب والبرامج الإنمائية التي تساعد على بناء المجتمعات المتخلفة والنامية ويتطلب ذلك تخطيطاً شاملاً ومتكاملاً، وقد كان إسهام علم الاجتماع واضحاً في هذا المجال. وبما أن قضية التنمية قضية علم ومصير فإن تبني استراتيجيات تنمية متلاءمة مع ظروف المجتمع ومشكلاته يؤدي إلى نتائج مذهلة. ومؤلف هذا الكتاب يسعى من خلال ما يقدمه في هذا الكتاب إلى الوصول إلى نظرية علم اجتماع العالم الثالث، والكتاب يتألف من أحد عشر فصلاً خصص الفصل الأول لبحث المداخل المتعددة التي يمكن من خلالها فهم ومقاربة قضايا التخلف والتقدم في العلوم الاجتماعية.

أما الفصل الثاني فيبحث بنشأة وتطور مفهوم التنمية في علم الاجتماع بينما يبحث الفصل الثالث العلاقة بين تنمية المجتمع وتنظيم المجتمع باحثاً في مفهوم ونظريات تنظيم المجتمع، والأهداف العامة والإطار الفلسفي لأسلوب تنظيم المجتمع وركز الفصل الرابع، على عملية التوجيه الأيديولوجي في علم اجتماع التنمية عارضاً للاتجاه المحافظ أو المثالي في علم اجتماع التنمية، والاتجاه المادي وأنهى الفصل بمناقشة عامة. أما الفصل الخامس، فقدم فيه المؤلف عرضاً شاملاً لعملية التنمية الاجتماعية، نماذجها، مبادئها، مقوماتها وبحث الفصل السادس في استراتيجيات التنمية وتكتيكات التغير المخطط، والمفاهيم والأطر التصورية العامة في مجال التغير الإنمائي.

أما الفصل السابع فهو بحث في موضوع التخطيط الاجتماعي والتنمية وارتباط التخطيط بمفاهيم علم الاجتماع ومراحل التخطيط وأنواعه وحتمية التخطيط للتنمية في الدول النامية. وفي الفصل الثامن يقدم المؤلف تحليلاً لديناميات التغير والتجديد المخطط، في حين يقدم الفصل التاسع نموذجاً لتحليل المتغيرات المرتبطة بالتحديث الحضاري للمجتمعات المتخلفة. أما الفصل العاشر فهو عرض لنماذج من الدراسات الإمبيريقية والاتجاهات التطبيقية في مجال التنمية الاجتماعية. في حين يقدم الفصل الحادي عشر مدخلاً سوسيوتاريخياً لدراسة قضية التخلف والتنمية في القرية المصرية.