وصف الكتاب
تشكل الوقائع الاقتصادية المعاصرة، وتقلبات المواقع والأدوار فيها ربطاً بالمصالح والإمكانات، هاجساً بحثياً، كتب عنه وفيه الكثيرون، وقد سعى هذا الكتاب لإضافة بعض الإفادة والمساهمة، فقام بتكثيف المعطيات الإحصائية والرقمية عبر مجموعة من الاقتصاديات، التي تتشابه من حيث إنها تنهض من كبوة أصابتها، أو أزمة ألمت بها، أو تغيير أحدثته وإصلاح أجرته. باختصار لقد رصد اقتصاداً ينشأ ويحرز خطوات جادة على طريق التطور والتنمية، ليكون نموذجاً يحتذى.
هذا الانتقاء لم يعن شموله لكل الاقتصادات الناشئة، بل إنه خطوة بدأ بها المؤلف، لتستكمل بخطوات لاحقة، وقد حكم هذا الانتقاء توافر المعطيات، وما سمح به الوقت والمجال في نشرها كمقالات صحفية في جريدة ",القيس", الكويتية على امتداد فترة زمنية محدودة، تناسبت مع ظروف الإجازة الجامعية.
ونؤكد في هذه النصوص، خلوها من المصادر والمراجع المنشورة كتباً ودراسات، بل إن توثيق معطياتها أتى من التقارير السنوية عن اقتصاديات تلك البلدان، والدوريات المتابعة لمسارها. ويستوي في هذا المجال أن تكون صادرة عن مؤسسة دولية، أو منظمة إقليمية أو محلية. هذا إضافة إلى مواقع إلكترونية تهتم بنشر المعلومات عن تلك البلدان.
لماذا الاقتصادات الناشئة؟
لأنها قامت بإصلاحات جذرية أو شبه جذرية للبنى ولآليات النشاط الاقتصادي.
لأنها حققت نمواً متواصلاً، تنمية مستدامة.
لأنها أحرزت نجاحات اقتصادية واجتماعية بينة وواضحة.
شخصت المشكلات وأوجدت الآليات، وقامت بالتغييرات اللازمة، فانتقلت اقتصاداتها من حال إلى حال، ومجتمعاتها من مستوى إلى أعلى وأرقى.
إنها اقتصادات تدق بقوة وإصرار أبواب العالم المتقدم وتعيد ترتيب المواقع والأدوار.
إنها توسم القرن الحادي والعشرين بسماتها، وتطبعه بإنجازاتها.
الاقتصادات الناشئة تشق طريقها، وسط الأزمات المتوالية على الصعيد العالمي فتصر على مقاييس ومعايير مختلفة وبالتالي تستعصي عن التأثر بتلك الأزمات في زمن العولمة الراهنة.
إنها أوسع مما شملنا بين دفتي هذا الكتاب نأمل أن يتواصل الجهد وأن تكون البداية طيبة.