لقد جرت العادة في تناول مادة علم نفس النمو أن يقتصر هذا التناول على علماء علم النفس، يتحدثون معاً عن ظواهر يعتقدون أنها وقف عليهم مثل الظواهر السلوكية والمعرفية والإنفعالية، إلا أن شيئاً ما بدأ بتطور، حيث بدأ علماء علم النفس يتحدثون إلى علماء آخرين من مجالات علمية أخرى.

ومن الأمثلة على هذا التقارب ما حدث بين علماء علم النفس من جهة وعلماء الوراثة، وعلماء الإجتماع والإنثربولوجيا والميثولوجيا والإيكولوجيا والبيولوجيا وعلماء الطب من جهة أخرى.

إن دراسة النمو الإنساني لا يمكن أن ينعزل عن هذه الحركات وما نشأ عنها من هجين جديد يحمل اسم علم الأعصاب المعرفي، من هنا انبثقت فكرة تناول النمو الإنساني من خلال تناول الدماغ نفسه تركيباً ووظيفة، وقد خصص لهذا التناول الفصول السابع والثامن والتاسع والعاشر والحادي عشر.

في الوقت نفسه، تناول المؤلف المفاهيم المفتاحية لعلم نفس النمو (الطفولة والمراهقة) وخصصها للفصل الأول، وأما الفصل الثاني فقد خصص للرؤى النظرية ذات العلاقة بعلم نفس النمو، وفيه عرض الأطر العامة لهذا العلم وما نشأ عنها من قضايا أساسية ومناخ نظرية، وعرض نظريات النمو الإنساني ضمن تصنيفات ثلاثة: النظريات العضوية والنظريات الآلية، ونظريات السياق، استغرق هذا العرض ثلاثة فصول راعى فيها المؤلف الإختصار والوضح بقدر الإمكان، بعد ذلك خصص الفصل السادس للنمو الجسمي والحركي.

وبعد إستعراض جوانب النمو المختلفة استكمل هذا الكتاب بتناول مشكلات النمو في الطفولة والمراهقة التشخيص والعلاج، معرفين بتشخيص المشكلة النمائية، وتفسيرها والوقاية منها وعلاجها إن وجدت، وإستراتيجيات حل المشكلات النمائية وعشرة أمثلة من تلك المشكلات على سبيل المثال لا الحصر.