لقد غدت الحاجة ماسة لبلورة الكثير من الافكار والتطبيقات العلمية على المستويات المحلية والوطنية والاقليمية والدولية لمفاهيم الموقع والمكان وبالتالي المدن الكبيرة والصغيرة والكيفية التي يتم من خلالها تحديد مدى الاستفادة من الارض في اي بقعة من أقاليم العالم ومدى الامتداد الذي يحصل نتيجة التنمية الحضرية والريفية وطبيعة انتقال السكان وفق نظريات الدفع والابعاد والاستقطاب وتوسيع المجاورات والاقاليم المحيطية للمدن والقصبات وتحليل كل العوامل المؤثرة على هذه الاتجاهات من خلال المفاهيم النظرية التطبيقية وما حصل فعليأ على المستوى الوطني والاقليمي والدولي من خلال سياسات عالمية تحدد وترتبط بالاستراتيجيات العالمية للموئل حتى سنوات قارمة وكذلك تحسين بيئة العيش من أجل استدامة المستقبل وتعبئة الموارد المالية بالنسبة لتنفيذ البرامج التنموية للسكان من ذوي الدخول الوطئة في العالم النامي.

وبعد دراسة مستفيضة عبر سنوات من العمل الدؤوب المتواصل ومتابعة المؤلف لمستجدات هذه المواضيع على مستوى المحافل الدولية المتخصصة في اقطار العالم المتقدم والنامي على السواء، يقدم المؤلف كتابه هذا كباكورة لهذا الجهد من خلال التطرق للمواضيع السالفة الذكرة وتحليلاتها النظرية والتطبيقية والتوجيهات العالمية والتوجيهات العالمية الحديثة نحوها ليسد المؤلف بذلك ثغرة موجودة في الادبيات الاقصادية لهذا الموضوع مما يجعل من هذا الكتاب وسيلة فعالة وعملية لسد تلك الثغرة من خللال ترابط فصول الكتاب وتلازمها عبر العرض والتحليل توفيها الاسلوب المبسط ومواكبة التطورات والمستجدات على الساحة الدولية وما تحقق على مستوى الهيئات الدولية المتخصصة ومحافلها حتى الوقت الحاضر من رسم خطط الاداء والتنفيذ وتطبيقات لمفاهيم اقتصاديات الموقع وطبيعة الاستراتيجيات المطبقة للتحضر والتنمية في العالم .