تعتبر الخيانة الزوجية ظاهرة إجتماعية سلبية موجودة في مختلف المجتمعات الإنسانية وهي تختلف من مجتمع لآخر ومن فرد إلى فرد وبين المرأة والرجل فمن النساء من ترى أن نظر الرجل إلى امرأة أخرى أو التفكير فيها أو تبادل الحديث معها هو خيانة، في حين أن الرجل لا يرى ذلك أنه خيانة وإنما إقامة علاقة جنسية مع غيرها هي الخيانة، إذن الخيانة الزوجية نشأ لوجود خلل في العلاقة الطبيعية التي تربط بين الأزواج بسبب بعض السلبيات التي تؤدي إلى زعزعة وإضطراب نظام الأسرة وبالتالي تفككه.

إن هذه الظاهرة الإجتماعية السلبية موجودة منذ القدم والحكم بسلبيتها لم يتغير وهي دخيلة على مجتمعاتنا العربية خاصة الإسلامية وانتشرت حتى باتت حديث أكثر الناس بإختلاف أفرادها وقصصها وأماكن حدوثها وهي ظاهرة منبوذة من كل الجوانب سواء دينياً أو عرفياً أو عقائدياً أو إجتماعياً أو صحياً لما لها من نتائج سلبية ومدمرة للأسرة والمجتمع.

ولمعالجة هذا الموضوع قسمت الدراسة إلى بابين: باب نظري وباب تطبيقي، الباب الأول تناول الجانب النظري للدراسة وشمل سبعة فصول، الفصل الأول: تطرقنا فيه إلى البناء المنهجي للدراسة من أسباب إختيار الموضوع وأهميته وأهدافه، وإشكالية الدراسة والفرضيات وتحديد المفاهيم والمقاربة السوسيولوجية، إضافة إلى الأسس المنهجية من مجالات ومنهج الدراسة وأدوات جمع البيانات وعينة البحث وأخيراً صعوبات الدراسة.

أما الفصل الثاني: خصص للدراسات السابقة، والفصل الثالث: تطرقنا فيه إلى عملية التنشئة الدينية والإجتماعية داخل المنظومة الإجتماعية الكلية، الفصل الرابع: تناولنا فيه الأنماط الزواجية وعلاقتها بالأشكال الأسرية حيث قمنا بتعريف الزواج، الفصل الخامس: خصص لطبيعة العلاقات الزواجية وعلاقتها ببروز مظاهر العنف.

أما الفصل السادس: تطرقنا فيه إلى التربية والثقافية الجنسية فتناولنا فيه تعريف الجنس، الفصل السابع: هو آخر الفصول النظرية وتطرقنا فيه إلى الخيانة الزوجية من خلال الخلفية النظرية والميدانية، الفصل الثامن: خصص لتحليل ومناقشة المقابلات الموجهة للأزواج الذين تعرضوا للخيانة الزوجية من طرف شركائهم، الفصل التاسع: تطرقنا فيه إلى تحليل ومناقشة الإستعمارة وذلك بمناقشة الجداول المتعلقة بفرضيات البحث، وأخيراً تم عرض الإستنتاج العام والخاتمة.