أدرجت مباحث هذا الكتاب ضمن خمسة فصول، أما الفصل الأول فهو عبارة عن النص الأولي، وقد تم إعداده بواسطة عزيز الله بهتياري والذي تمحور حول أبحاث الزواج ونماذج الأسرة. وتمحور الفصل الثاني حول سلوك وعمل الأسرة من وجهة نظر علم الاجتماع، ومن ثم تمت دراسة أسباب تبدل هذا السلوك في العصر الحاضر. وتركز البحث في الفصل الثالث على بعض جوانب التمييز بين الجنسين داخل الأسرة، حيث دخل هذا البحث في السنوات الأخيرة، وبسبب انتشار الأفكار النسوية ضمن إطار علم اجتماع الأسرة، وتجدر الإشارة هنا، إلى أن النصوص الفارسية في هذا الإطار قليلاً ما تعالج الموضوع بشكل مستقل. وأما الفصل الرابع الذي دون بوساطة السيد حسين شرف الدين فقد تعرض للعوامل المؤثرة في استقرار الأسرة. وتناول الفصل الخامس الذي شارك السيد مسعود محفوظي في بداياته مسائل الطلاق وآثارها.

أما في ما يتعلق بأسلوب عرض المباحث، فقد عمد بداية إلى إعطاء تصور كلي للبحث من وجهة نظر علم الاجتماع، ومن ثم تم الإشارة إلى الأفكار والنظريات والآراء التجريبية الوجودة، وبعد ذلك تم إيضاح الفرضيات والنقاط التي يمكن استخلاصها من النصوص الإسلامية، أي القرآ، الكريم والروايات المنقولة عن الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم والأئمة الأطهار رضي الله عنهم. وبما أن هذا الكتاب يهدف إلى مقارنة نظريات علم الاجتماع بالنظريات الإسلامية، ولا يهدف إلى تقديم النتائج المبنية على مجموعة من الدراسات الميدانية في المجتمع الإيراني أو في أي مجتمع آخر، لذلك كله ولتثمير عملية المقارنة، عمد إلى الاستفادة من الدراسات والإحصاءات التي أنجزت في الدول الغربية في علم الاجتماع. وقد تم الإشارة في بعض الموارد إلى الواقع الموجود في المجتمع الإيراني، من باب تنمية دراسات علم الاجتماع وإغنائها.

إن الهدف أساس من تدوين هذا الكتاب هو مقارنة نظريات علم الاجتماع بالنظريات الإسلامية، فإننا نلاحظ وضوحاً في الأولى ونوعاً من الغموض يحتاج إلى توضيح في طرح الرؤى الإسلامية وصياغة نظريات واضحة منها. وقد تبدو المقارنة غير موضوعية، حيث إن علم الاجتماع وصفي والنصوص الدينية قيمية آمرة أو ناهية، وبالتالي كيف يمكن المقارنة بين قضايا العلم الوصفية وقضايا الدين الإنشائية... إلا أن التدقيق في نصوص الطرفين يكشف عن أن وصفية العلم ليست وصفية خالصة فرب علم مبني على قيم يؤمن بها العالم، كما أن الدين وقضاياه الآمرة تحمل في ثناياها قضايا خبرية ومواقف وصفية حول الإنسان والعالم، وانطلاقاً من هذه الرؤية نسعى في هذا الكتاب إلى المقارنة وبيان موقف الإسلام من الأسرة، ما يمكننا من دعوى انتماء دراستنا هذه إلى ميدان علم الاجتماع الإسلامي... وقد استعرضنا في هذا الكتاب أهم التيارات في علم الاجتماع، وعرضنا موقف هذه التيارات من قضايا تهم الأسرة وتؤثر في ثباتها واستقرارها وتحديد طبيعة الزواج والنواظم المحركة للعلاقة بين الزوجين. وأبرز القضايا التي عالجناها: وظائف الأسرة، والتمييز الجنسي وتقسيم العمل، والطلاق، وتأسيس الأسرة.