إذا كان اكتشاف الآلة مسؤولاً عن تحول المجتمع الزراعي إلى المجتمع الصناعي، فإن الفصل يعود إلى الثورة العلمية والتكنولوجية في انتقال المجتمع الصناعي إلى عصر العولمة. وفي هذا العالم المعولم يتقلص الزمن وتتلاشى المسافات. وتنتقل الأموال، والسلع، والمعلومات، والأفكار بسرعة وبحرية. والواقع أن العولمة والثورة العلمية والتكنولوجية هما وجهان لعملة واحدة. ويقوم موجهو عملية العولمة بتحسين أنظمة الإتصالات الدولية، وابتكار تكنولوجيات جديدة في مجال المعلومات، والهيمنة على السوق. وفي ظل هذه التطورات فإن البلدان النامية وخاصة الوطن العربي يواجه تحديات تتجلى في تخلف البنية التحتية وعجزها عن التلاؤم المناسب أمام العصر الحديث المليء بالمتغيرات والتحديات التي تقوم على حدثين مهمين وهما: (الإنفجار المعرفي) و (الثورة العلمية والتكنولوجية)، فضلاً عن الثورة المعلوماتية وثورة الإتصالات التي فرضت على العالم السرعة البالغة، وسعة المعلومات وتشابكها وإلغاء الأبعاد وترابطها. وقد نجمت عن هذه الثورات آثار وتحديات أمام البلدان النامية والعربية خاصة التي لم تلحق بأسرار هذه الثورات العلمية والمعرفية والتقنية والإتصالية.

فالعولمة، تسعى إلى تنميط الحياة الإجتماعية والثقافية، وفرض النموذج الثقافي التقني الواحد ويسلب الهوية العربية مقوماتها، ويوقف الذاتية الثقافية عن الإبداع والتطور وبالتالي تفكيكها وتدميرها.

يسعى الباحث في هذا المؤلف الذي يلقي الضوء على أحد الفروع الحديثة لعالم الإقتصاد والذي يعرف باقتصاد المعرفة، ليكون أحد المراجع المهمة التي تفتقر المكتبة العربية إلى مثل هذا المصدر.

وبناءً عليه، جاء الكتاب في سبعة فصول حملت العناوين التالية:
الفصل الأول: مقدمة في إقتصاد المعرفة.
الفصل الثاني: صناعة تكنولوجيا المعلومات.
الفصل الثالث: عصر الإنترنت والإتصال الرقمي.
الفصل الرابع: علاقة العلم والتكنولوجيا بالتنمية.
الفصل الخامس: الموارد البشرية وعصر المعلومات.
الفصل السادس: تنمية وتحديات العولمة.
الفصل السابع: الإقتصاد الجديد المبني على المعرفة.