تحظى الجوانب النفسية والإجتماعية لصحة الإنسان حالياً بإهتمام بالغ من طرف العلماء والعاملين في مجالي الطب وعلم النفس وذلك لما لهذه الجوانب من أهمية في الحفاظ على الصحة والحد من حدوث الأمراض وإنتشارها في المجتمع، وجاء هذا الإنتاج العلمي الذي سعى الكاتب من خلاله إلى تسليط الضوء على أهمية العوامل النفسية والسلوكية في الصحة والمرض ليعكس التطور السريع الذي يعرفه هذا المجال العلمي الهام - علم النفس الصحة Health Psychology - من مجالات علم النفس التطبيقي.

لذلك وضع هذا الكتاب في عشرة فصول عرض من خلالها أحدث التطورات التي طرأت على أحد المجالات الرائدة في علم النفس وهو مجال علم نفس الصحة - ويعتبر من أحدث فروع علم النفس التطبيقي وأسرعها تطوراً وهذا الميدان يهتم بدراسة التفاعلات البيولوجية والنفسية والإجتماعية التي تقف وراء نشأة بعض الإضطرابات الصحية. ويعمد هذا الكتاب على وجه الخصوص إلى إبراز دور العوامل السلوكية في حدوث الأمراض المزمنة كما يعني بدراسة بعض هذه العوامل التي لها تأثير في الحفاظ على صحة الإنسان والإرتقاء بها إلى أعلى المستويات.

حيث يتناول الفصل الأول مفهوم الصحة ويستعرض أحدث التصورات النظرية لمفهوم الصحة التي وردت في التراث السيكولوجي خاصة تلك التي لها طابع شمولي كتعريف منظمة الصحة العالمية لمفهوم الصحة، كما يستعرض هذا الفصل أنواع الخدمات الصحية التي لها صلة بمفهوم الصحة؛ ويتناول الفصل الثاني العوامل السلوكية في الصحة والمرض ويركز على دور هذه العوامل وأهميتها في الحفاظ على الصحة والوقاية من المرض؛ أما الفصل الثالث يتضمن مقدمة عن مجال علم النفس الصحة وإستعراضاً لبعض الأفكار الجديدة والنماذج النظرية الحديثة المستخدمة في هذا المجال في نطاق تفسير بعض الأنماط السلوكية المرضية والتخطيط للحد منها.

ويتناول الفصل الرابع أسباب ونتائج الضغط النفسي ويستعرض أحدث ما توصلت إليه البحوث في هذا المجال؛ أما الفصل الخامس يتناول دور الضغط النفسي Psychological Street في نشاة أو حدوث بعض الحالات المرضية المزمنة الفتاكة مثل أمراض القلب والسرطان ويناقش هذا الفصل بعض جوانب هذه الإشكالية معتمداً في ذلك على أحدث الدراسات التي أجريت في هذا الشأن؛ ويستعرض الفصل السادس أحدث ما توصلت إليه البحوث والدراسات في مجال الشخصية والصحة ويناقش دور بعض سمات الشخصية في نشأة الحالات المرضية العضوية وتطورها.

ويتناول الفصل السابع العلاقة بين التحكم الذاتي Self- Control والصحة ويستعرض مجموعة من الدراسات والبحوث التي تشير بكل وضوح إلى أهمية التحكم الذاتي في الصحة والمرض؛ ويعرض الفصل الثامن دور فاعلية الذات Self- Efficacy في الحفاظ على الصحة وتجنب المرض ويستعرض أحدث ما توصلت إليه الدراسات في هذا المجال الحيوي من مجالات علم النفس الصحة؛ أما الفصل التاسع، فيتحدث عن العلاقة بين العزو السببي Causal Attribution والصحة ويركز على أهمية أسلوب العزو أو التأويل في فهم بعض الحالات المرضية والمخاطر الصحية التي قد يتعرض لها الفرد في حياته اليومية.

ويتناول الفصل العاشر والأخير من هذا الكتاب العلاقة بين السلوك الإجتماعي Social Behavio r والصحة ويقوم على وجه الخصوص بمناقشة دور المساندة الإجتماعية Social Suppo r t في الصحة بأبعادها النفسية والعضوية ويعمد على إبراز دور العلاقات الإجتماعية الطيبة في الحفاظ على الصحة والوقاية من المرض.