وصف الكتاب
تشكل الأطعمة واحدة من الأسباب الرئيسية للإصابة بأمراض الحساسية في الإنسان، لا سيما في صغار السن من الرضع والأطفال، وتقدر الدراسات أن ما لا يقل عن 8 بالمئة من الصغار مصابون بها معللة الأسباب بعدم نضوج جهازي الهضم والمناعة لديهم. وينتج عن ذلك ارتفاع نسبة البروتينات غير المنهضمة التي تنفذ إلى الدم، وتؤدي إلى إنتاج كميات من الجلوبيولين المناعي E ضدها، تتسبب في حدوث أعراض الحساسية كلما تناول الطفل نوعاً من هذه الأطعمة، وأهمها الحليب، والبيض، والفستق، ومشتقات القمح، والصويا.
وخلال السنتين الأولتين من حياة الطفل، يتم نضوج الجهاز الهضمي، وتقل كمية البروتين النافذ إلى الدم الأمر الذي قد يخفف من حدوث الحساسية المعنية أو يزيلها لديه.
وقد تظهر الحساسية أو الأرجية في الجلد وتسبب الشرى والطفح والتورم الوعائي العصبي، أو في جهاز التنفس وتسبب الربو، أو في الجهاز الهضمي وتسبب التهاب المريء والأمعاء الحمضي، والاعتلال المعوي وسؤ امتصاص الأطعمة، أو بالتسبب في صدمة تأقية.
وينتج عن ذلك حدوث خلل واعتلال في وظائف الأعضاء المصابة، وتأثير عام على الجسم واعتلالات ثانوية في غيرها من الأعضاء. فعلى سبيل المثال، تؤدي الحساسية الجلدية إلى تورم الوجه أو العين، أو الحلق، والصدمة العصبية أحياناً. أما الجهاز التنفسي فيتسبب الربو بضيق التنفس ونقص كمية الأوكسجين في الدم في الحالات الشديدة. أما التهاب المريء والأمعاء لا سيما في الاعتلال المعوي، فإنها تؤدي إلى ضعف صحة الطفل وفقدان الكثير من المواد الغذائية الضرورية لنموه بشكل طبيعي بسبب الإسهال وعدم امتصاصها. ولا تزال هناك حالات كثيرة في طب الحساسية للأطعمة أو الأدوية أو الملوثات البيئية لا نعرف عنها تنتظر كشفها من قبل الباحثين. وعلينا نحن، العاملين في العلوم الطبية، أن نتمتع بعقل منفتح للكثير من النظريات التي قد تفتقر إلى الإثبات العلمي في الوقت الحاضر، لكنها لا تبدو غريبة إذا قورنت بما نعرف عن غيرها من أسباب الحساسية التي تأكدت من خلال الدراسات العلمية. من هنا تأتي أهمية هذا الكتاب الذي يسرد تجربة إنسانية عاطفية مبنية على افتراضات علمية نجحت في تجربة شخصية أدت إلى زوال الكثير من أعراض التوحد وأضفت فصلاً سعيداً على طفل وعائلة ابتليت بالعيش سنوات من القلق والألم واليأس.
التوحد من الإضطرابات التي ما زالت غامضة حتى أيامنا هذه، فالبعض لا يعرف حقيقة هذا الإضطراب والبعض الآخر لا يعرف بوجوده أصلاً، لذا قامت دار الترياق للنشر بالمساهمة بالتعريف عنه من خلال كتاب ",رحلتي مع التوحد: قصة شفاء", للمؤلفة كارين سيروسي، التي تروي تجربتها الشخصية مع طفلها مايلز-الذي ُشخِص من قبل الخُبراء بإصابتة بإضطراب التوحد-لتوصله بالنهاية إلى برّ الشفاء.
تأخذنا كارين في رحلة مع ابنها إمتدت قرابة الخمسة أعوام-من لحظة تشخيصه حتى تعافيه-وتُعرفنا بالتجارب والمحن التي مرت بها وإصرارها على البحث عن علاج. تصف كارين مشاعرها كأم بدأت ترى على ابنها تصرفات غير معهودة وتجده غير قادر على التفاعل مع محيطه. وتنقلنا من الإعتقاد الخاطىء لدى الكثيرين بأن إضطراب التوحد هو مرضاً عقلياً لا شفاء منه إلى حقيقة أنه مرض يتعلق بالإضطراب النمائي لدى الأطفال نتيجة خلل في وظيفة الدماغ إثر تعرضه لمثير ما.
لقد اعتبر الدكتور برنارد ريملاند-مؤسس معهد أبحاث التوحد في الولايات المتحدة-أن كتاب كارين سيروسي يحمل محتويات مهمة للذين يرعون أطفالاً يعانون من إضطراب التوحد. وذكر الدكتور زهير ملحس-أخصائي أمراض داخلية في الأردن-أن هناك حالات كثيرة في طب الحساسية للأطعمة لا نعرف عنها تنتظر كشفها من قِبل الباحثين، وعلى العاملين في العلوم الطبية أن يتمتعوا بعقل منفتح للكثير من النظريات التي قد تفتقر إلى الإثبات العلمي في الوقت الحاضر، لكنها لا تبدو غريبة إذا قُورنت بما هو معروف عن غيرها من أسباب الحساسية التي تأكدت من خلال الدراسات العلمية.
عالج الكتاب إضطراب التوحد من ناحية علمية وحياتية يسهل للجميع تفهمه والتعامل معه، كما ويحتوي الكتاب على قائمة ببعض مراكز الإحتياجات الخاصة ومراكز إضطراب التوحد في الوطن العربي.
حين قام الخبراء بفحص طفلي البالغ ثمانية عشر شهراً وأخبروني أنه يعاني من اضطراب التوحد دارت بي الدنيا وشعرت بأنني فقدت الأمان. حينها كانت معلوماتي عن اضطراب التوحد مقترنة بكونه مرضاً عقلياً لا رجاء من شفائه، كان نمو طفلي طبيعياً حتى الشهر الخامس عشر، ثم بدأ ينعزل وامتنع عن الكلام وأصبح يعيش في عالمه الخاص.
مايلز لم يعد يتعرف علينا ولا يتواصل معنا بصرياً، وقد أصبح سلوكه غريباً إذ كان يجر برأسه على الأرض ويمشي على أطراف أصابعه، ويصدراً غريبة، كما كان يقضي وقتاً طويلاً وهو يعيد حركات نمطية. كان يصرخ من الألم ويرفض أن نخفف عنه وجعه أو نضمه، كما أنه أصبح يعاني من إسهال مزمن. اعتقدنا في البداية أن التهاب أذنيه هو السبب في حالته، ثم علمت فيما بعد أن اضطراب التوحد ليس مرضاً عقلياً ولكنه مرض يتعلق بالاضطراب النمائي لدى الأطفال نتيجة اختلال في وظيفة الدماغ إثر تعرضها لمثير ما. وفي البدء قيل لي أن مايلز سيكون معاقاً ولن يتمكن من إقامة صداقات أو حوارات، كما أنه لم يستطيع التعلم في المدرسة دون مساندة خاصة ولن يتمكن من العيش باستقلالية. تأملنا أن يمنحه العلاج السلوكي بعض المهارات التي تمكنه من الاعتماد على ذاته.