يحظى موضوع الأمن بأهمية متعاضمة في الدراسات الدولية، لما له من أثر في الإستقرار السياسي والسكينة الإجتماعية، غير أن مفهوم الأمن أضحى مفهوماً هلامياً لا يمكن الحديث عنه دون التطرق إلى أبعاده ومستوياته، ويعد مفهوم الأمن الطاقوي أحد الأبعاد المهمة لمفهوم الأمن الذي لقي إهتماماً من طرف الدارسين وصناع السياسات على حد سواء، نظراً لكونه لا يقل أهمية في درجة تهديده للأمن القومي عن البعد العسكري، الأمر الذي جعله يكتسي أهمية إستراتيجية بالغة في العلاقات الدولية مثله مثل قضايا الأمن الموجعة (إنتشار السلاح النووي، الأنظمة المضادة للصواريخ، عسكرة الفضاء...)، حيث يمكن توظيفه كسلاح ذو حدين: إما بإتجاه السلام والتعاون، وإما بإتجاه النزاع والحرب.

والتاريخ يشهد على أن كثيراً من النزاعات الوطنية والدولية، إنما كان دافعها الأساسي هو عامل الطاقة، وفي هذا قيل أن حروب الحاضر والمستقبل ستكون دفاعاً عن الأمن الطاقوي.

فضلاً عن ذلك، فإن هناك دولاً أخرى استطاعت أن تجعل من موارد الطاقة دعامة أساسية في خلق إعتماد متبادل إيجابي بينها وبين دول أخرى، بما يساهم في زيادة فرص التعاون بين الطرفين.