وصف الكتاب
إن علم النفس الاجتماعي هو عبارة عن الدراسة العلمية لسلوك الكائن الحي ككائن اجتماعي يعيش في مجتمع مع أقرانه، يتفاعل معهم فيتأثر بهم ويؤثر فيهم، أي يتأثر بسلوكهم ويؤثر في سلوكهم، وعلم النفس الاجتماعي كفرع من فروع علم النفس، يهتم بدراسة الفرد في إطار المجتمع، فسلوك الأفراد يتأثر على الدوام بالجو الاجتماعي الذي يحيط بهم، والإنسان بحكم طبيعة تكوينه هو في الأصل فرد اجتماعي، إذ أنه يولد معتمداً في معيشته وتدبير شؤونه على الآخرين، ويمضي حياته كلها تقريباً وهو في اتصال أو احتكاك مع هذا الفرد أو ذاك. إن الأشخاص المحيطين بالفرد يكونون بمثابة مثيرات لاستجاباته، وهو كذلك هدف الاستجابات ومحورها. إن طريقة تعامله معهم تقرر نوعية الكثير من سلوكه وما يقوم به من أعمال، وتحدد كذلك طبيعة مشاعره ونوعيتها.
إن لعلم النفس الاجتماعي أهمية كبيرة في كثير من مجالات الحياة حيثما وجد أفراد وجماعات بينها تفاعل اجتماعي، سواء أكان عملهم يرتبط بالخدمات العامة أو بالتنشئة الاجتماعية في الأسرة أو في المدرسة وفي جميع المجالات التعليمية والتربوية وفي ميادين العلاقات العامة والخدمات الاجتماعية، وفي مجال العمل والصناعة والقوات المسلحة، وفي مجالات الإعلام والدعاية والتوجية والإرشاد، وفي مجال قيادة الجماعات وغيرها.
وعلم النفس الاجتماعي ظهر قديماً في كتابات أفلاطون وأرسطو وغيرهم، وبرز بشكل واضح في ا لقرن التاسع عشر عقب قيام الثورة الصناعية، وقد كان للحربين العالميتين الأولى والثانية في النصف الأول من القرن العشرين أثر بارز في تطوير علم النفس الاجتماعي التجريبي ليشمل موضوعات عديدة مثل الاتجاهات النفسية، والتعصب والمعتقدات والإشاعات والروح المعنوية والدعاية والإعلام والعلاقات العامة والرأي العام والقيادة وغيرها.
ونظراً لأهمية هذا الكتاب لكل من لكل من له علاقة مع البشر والجماعات، فقد رأى الباحث ",جودة بني جابر", أن يضمنه بعض الجوانب الأساسية التي تلزم الأفراد في حياتهم العادية وبشكل مبسط، وقد احتوى الكتاب على إحدى عشرة وحدة تناولت التعريف بعلم النفس الاجتماعي ومناهج البحث فيه وعملية النمو والتنشئة الاجتماعية والتفاعل والتغير والاتصال الاجتماعي والقيادة الاجتماعية كما تطرقت إلى الشخصية وبنائها ونظرياتها وتطرقت أيضاً إلي الدافعية والاتجاهات والقيم والحرب النفسية والانحرافات والأمراض الاجتماعية.