كثيراً ما تستوقفنا الحياة أمام مواقف تثير فينا مشاعر الأسى, وربما نذرف من أجل أبطالها الدموع, أو نطلق بسبب أحداثها الصرخات والآهات. وقد تستوقفنا الحياة أيضاً أمام مواقف تبعث على السخرية, وربما نقهقه أو نضحك بسبب غرابتها أو عبثيتها أو تناقضاتها بملء أفواهنا. ولكن عادةً ما تخرج علينا الحياة بمواقف لا نعرف ماذا نفعل حيالها؟!.. والسبب -ببساطة- يكمن في جمع هذه المواقف بين النقيضين المأساوي والكوميدي بمعنى أنها تثير الأسى بقدر ما تبعث على السخرية. ومن هنا تحمل مثل هذه المواقف عنواناً عريضاً يجمع بينها. هذا العنوان هو (شر البلية ما يضحك) وهو الذي اخترناه عنواناً لكتابنا هذا. وفي هذا الكتاب مواقف وقصص وأحداث حقيقية قدم أصحابها نموذجاً عملياً لسلوكيات البشر عندما تخرج عن المعتاد والمتوقع والمألوف, وتشذ عن كل القواعد والأعراف, وتجتاز جميع الخطوط الطبيعية, لتقدم للعالم صورة متناقضة للنفس الإنسانية عندما تمر بموقف من صنع يديها, أو من صنع الآخر, أو بمشاركته, فنجد مرارة الموقف تمتزج بعبثيته, ومأساويته تمتزج بكوميديته, وآهاته تمتزج بضحكاته, ولا يستثنى من ذلك أحد.. من رؤساء الدول والحكومات إلى عامة الناس.

هذا الكتاب يضم عشرات وعشرات القصص الواقعية والمواقف الحقيقية التي تثير الأسى والمرارة بقدر ما تبعث على السخرية والضحك.