هذه مجموعة من قصص التائبين من المخدرات والذين نراهم، ونحتك بهم كل يوم، ونعيش مآسيهم، وتتقطع قلوبنا لمعاناتهم، ومعاناة أسرهم، وخاصة زوجاتهم وأبنائهم، ونعيش آلامهم بعد التوبة، حيث يمرون بإختبار قل أن يثبت أمامه إلا الذين تشربت قلوبهم بالإيمان، وأيقنوا أنه لا لذة تعدل لذة الإيمان، والذين باعوا الدنيا بكل ما فيها، واشتروا الآخرة التي ضيعوها طوال سنين إدمانهم، فهم يسابقون الزمن، وعقارب الساعة لتعويض ما فاتهم في تلك الأيام الغابرة من حياتهم.

إنها قصص بعيدة كل البعد عن الرتوش، والديكور وزيادات الروايات الأدبية، بل هي آلام نعكسها، وواقع نعيشه، وزفرات نبثها لعلها تكون سبباً في هداية فئة ما زالت في طريق الغواية، وتكون دافعاً للوالدين لزيادة إنتباهم لأبنائهم ورادعاً لمن يفكر في ولوج هذا الطريق، ودليلاً يحرك القرار للعمل بكل ما يستطيعون لمحاصرة هذه الآفة العظيمة.